الشيخ محمد الابراهيمي ||
عندما نسمع او نقرأ مفردة الحرب, كل منا السامع او القارء يستقر في ذهننا الاقتتال بالسلاح والخاتمة باحدى الحسنيين النصر او الشهادة ...
وان كان هذا الفهم حسنآ ولكنه ليس متكاملآ , ومن اهم الغايات من وجودنا في عالم الشهادة ثم انتقالنا الى عالم الملك والملكوت ........
ان نصل الى مرتبة الكمال والنجاح في الابتلاء في ادنى عوالم الخلق الالهي, وهو عالم الدنيا الدنية الزائلة المنصرمه ......
وفي الدعاء ....( قهرت عبادك بالموت والفناء ) ....
وهذا الامر بالغ التعقيد ويحمل من الصعوبة بفهم الصورة الحقيقية الى المصاديق بواسطة المفاهيم والمعاني للوضوح الواضح بحق هذا العنوان المزبور اعلاه ..
ولا يمكن لنا ان نصل الى ذلك الا بالملازمة الدائمة والثابتة مع القرأن والعترة الطاهرة ....
وعلينا ان نأخذ من القران والعترة الطاهرة المقدمات الواضحة لنصل بسلوكنا الى النتائج الباهرة والغير متناهية في كل حالنا واحوالنا في يقضتنا ونومنا وفي حلنا وترحالنا وفي مأكلنا ومشربنا ومسكننا وفي سياساتنا واقتصادياتنا بل في كل مراحل حياتنا من طفولتنا الى مشيختنا.......
عند ذاك سنفهم واقعيآ وعمليآ الحرب بين الرذيلة والفضيلة .....
وهل اشرقت شمس وغربت في يوم الا ولهذه الحرب من وجود؟
يقيني ومؤكد ؟
وهل اضلم ليل وافلج صبح الا ولهذه الحرب من شهاب ثاقب ؟
يرى في البصر والبصيرة ؟
وهل من ابن ادم موجودآ وفيه عرق ينبض من حياة الا وان يكون من احد الفريقين ؟
اما من فريق الرذيلة اعاذنا الله او من فريق الفضيله من علينا الله عزوجل ان نكون منهم ...........
يقول الله عز اسمه في كتابه الكريم ( يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم ))!!!
وفي مورد اخر يقول جل وعلى (( وخلقنا ادم من طين وجعلنا نسله من ماء مهين)
ويقول سبحانه وتعالى تكريمآ لنا ورفعة على كل الموجودات (( اني جاعلك في الارض خليفة ))
فأن الانسان المؤمن بالحكمة الالهية لو درس وتأمل في الايات المباركات انفة الذكر
قطعآ سيجد السير ويتفانا في العلم والعمل والصلاح والتسليم الى الارادة الالهية وسيكون قرأنيآ بعقله وربانيآ باقواله وافعاله وحاملآ لراية الفضــــــــيلة
وقائدا ومربيا لابنائه ومن يأتمر بامره وخصوصآ عندما يقرء قول الباري عز اسمه ( والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ,,,
واما الذي ياخذ من العترة الطاهرة بدء من النبي الاعظم ( صلى الله عليه واله ) الى الحجة ابن الحسن ( صلوات الله عليه )
فهم حجج الله على الخلائق ولهم الولاية التكوينية والتشريعية بولايتهم تتم النعمة وباتباعهم تبتعد الامة عن الفرقة وباقوالهم وافعالهم اذا اتبعناها هي النجاة والسعادة والفوز في الدنيا والاخرة وتبدء هذه السيرة العطرة والمعالجة للدواء بدائهم لكل الرذائــــــــــــل من النفـــــــــــــوس الخبيثه والمجموعات الشريره التي ذكرها القران الحكيم كمجموعة الكافرين والمنافقين والخائنين والكاذبين والفاسقين والظالمين
والضانين بالله السوء والامنين من مكر الله فأن سيرتهم (عليهم السلام ) اوضحت واشرت لنا من هؤلاء بكل ما تعني الكلمة من معنى وقد اوضحت سيرتهم ( عليهم السلام ) اضداد تلك المجموعات من الصالحين والمؤمنين والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر والذين ( ابلوا بلاء حسنآ )
في مكافحة تلك المجموعات بالعقائد السليمة حيث امتلئت كتب التاريخ والمحدثين والعلماء والمفكرين حتى من غير المسلمين وسطرت سير التراجم والبحوث بشكل واضح وجلي
اريد ان اقول في ساحة الحرب بين الرذيلة والفضيلة واسعه جدا
والمقدمات معروفة والسلاح المادي والمعنوي في متناول الايدي والابواب مفتوحة لمن يريد ان يكون جندي في هذه الساحة ان يكون مربيآ وقائدآ ومثلا يقتدى به
ولو اردنا استقصاء ما عندنا من الكتاب والسنة والعترة الطاهرة يخرج الموضوع عن ( هدف هذا المـــــــــــــقال )
وفي الختام : اقول لو تأمل المسلم المصلي بسورة الفاتحة والذي يقرأها في صلاته يوميآ لوصل الى حقيقة الحقائق من هم الذين انعم الله عليهم ومن هم الذين غضب عليهم وماهو الصراط المستقيم وماهي ألية وكيفية الاستعانة بالله عزوجل على عبادته جعلنا الله واياكم ايها القارئين من ناصري الحق والعالمين به انه سميع مجيب وعلى كل شيء قدير واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين