المقالات

الفيدرالية؛ نقطة راس سطر مفتوح..!


عيسى السيد جعفر ||

 

قبل أيام مازحني صديق عزيز مزاحا مبهجا لكنه أنتبه الى أني لم أضحك لمزاحه إلا قليلا..عندها قال لي لمَ أنت هكذا؟ لمَ أنت قليل الفرح كثير الحزن؟..قلت له وأنا أحاول أن أرسم بسمة بمط شفتي لكني لم أفلح كما في كل مرة:  في ملحمة النزاع الأبدي بين الفرح والحزن، ليس هناك إلا نتيجة واحدة هي غلبة الحزن على الفرح، ألى حد يقترب من إمحاء الفرح من قيد الوجود...  فلأي شيء نفرح؟ وحزننا سرمدي بوجودنا الفاني الزائل، وبجسدنا الذي تنهشهه الهموم يوما بعد يوم، أم نفرح بالعمى الذي نحن في فيه عن غينا الذي فيه نحن سادرون..؟ أنفرح وقد فقدنا الأحبة حبيبا بعد حبيب، حتى حفضنا الآية الكريمة من سورة الرحمن" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" دون سواها... أو " أنتم السابقون ونحن اللاحقون" التي نواسي بها أنفسنا مبررين فيها عجزنا الأزلي عن القدرة على البقاء أحياء في هذه الدنيا على الرغم من دابنا على توفير اسباب الراحة والصحة  لنا ولأحبتنا الذين سبقونا..  ومرة أخرى لأي شيء نفرح ونحن ننتمي الى أمة هي الوحيدة بين أمم الأرض التي قتلت أبن بنت نبيها بدم بارد مع سبق الأصرار والتصميم..ألا يؤرقني هكذا أنتماء..ألا يسلب مني طمأنينتي، والقتيل يقتل كل يوم ألف مرة ويعاد علينا مشهد كربلاء كل حين مع أختلاف بسيط بالتفاصيل والأدوات؟..الحسين عليه السلام كان قد تناوشته السيوف والرماح والنبال ثم داسته سنابك الخيل.. واليوم من يحب الحسين يقتل بطريقة أبرد دما من تلك التي قتل بها المحبوب..  تريدني أن أفرح وشمر مازال حيا يمارس هواية القتل الممنهج؟ .. وتريدني أفرح ومن بيتي فقط فقدت أب وستة أخوة ؟ ..تريدني أفرح وفي ذاكرتي قائمة من الف ومائة وثلاثة وستون شهيدا من ثلة أنتميت لها  وأنتمينا جميعا الى طريق الحسين، لكنهم جميعا قتلهم شمر أو أشمار هذا العصر كما قتل قبلهم كل من أحب حسينا؟... ليس لي أن افرح إلا  حينما اجد نفسي وأسرتي ومجتمعي  أحرار في تصرفاتنا وفي تراثنا وتاريخنا وأقتصادنا وفي ديننا ومعتقدنا وتعليمنا وتربيتنا وفي خيراتنا ، وهذا لن يكون ممكنا في الشكل الراهن لعراقنا..وهو مالم يتحقق منذ سقوط هبل تكريت ولغاية اليوم المطلوب هو ان ننال كل ذلك ، ونمسك به بقوة عن طريق أقامة نظام حكم عادل ننعم فيه بنفطنا بدل ان ندفعه رواتب لبيشمركة بارزاني، وللنايمين للضحى في تكريت والعوجة..! سيكون ذلك ممكنا بأن نقيم فيدرالية الوسط والجنوب.. نقطة راس سطر مفتوح..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك