د. عطور الموسوي ||
حبانا الله تعالى بشهر ليس فيه مناسبة حزينة لمصاب احد أئمتنا، بل شهر فيه أفراح ومسرات نتقرب بها الى الله مودةً في قربى رسوله عسى ولعل نفي له بعضا من الأجر لما أنقذنا وآباءنا من ضلالة الجاهلية الى نورالاسلام، وقد سهل السبيل علينا وإن كنا لم ندرك زمانه صلى الله عليه وآله: " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ".
إنه شهر شعبان الخير وقيل أنه سمي بشعبان لتشعب الخيرات فيه، ولعل أحد خيراته التي من الله بها علينا ولادة أقماراً من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أربعة منهم أبطالا في واقعة طف كربلاء، يبتدأهم الامام الحسين ثاني سبط للرسول وسيدا من سيدَي شباب أهل الجنة الناهض بوجه الظلم الأموي ومخططات التزييف والرافض للخضوع والصادح بمقولته الخالدة : " هيهات منا الذلة " راسما خط الكرامة لكل أبي ومثبتا منهاج انتصار الدم على السيف.
وثاني أقمارها العباس بن علي عليهما السلام، بطل ورث الشجاعة من أبيه ذو الفقار ومثالا للاخلاص والطاعة لإمام زمانه، النبيل الخلق وهو وريث تلك اللبوة الكلابية التي ما عرفت العرب مثلها ام البنين.
وثالثهما الامام السجاد مكملا نهضة ابيه الحسين وعاملا فاعلا من اجل انعاش دين جده من دنس جاهلية بني امية ومسخرا محرابه منارا ينير العقول والنفوس ويعيدها الى فطرة الله .
ورابعهم مولانا علي بن الحسين الاكبر قمر شابهَ جده رسول الله وأنار وجهه غبراء الطف وأذهل الاعداء باقدامه كجده علي ..
هكذا اذن يجتمع ابطال كربلاء متوحدين في مواليدهم في أيام شهر الخير ليجودوا علينا بخير ما يجود به انسان .. أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية من أجل ان يبقى وجه الاسلام نقيا وكتاب الله محفوظا من إيادٍ عاقرت الخمر وخالطت الجواري والغلمان وتقلدت الذهب وارتدت الحرير تحريفا لمسمى خليفة الله في أرضه ..
وخامس قمر يطل علينا في شعبان الخير مولانا الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وكأنه يتقمص عطاء كل الائمة من آبائه وأجداده وينتظر أواناً يملأ به الارض عدلا وقسطا بعد ان ملأت ظلما وجورا ..
اللهم عجل فرجه ويسر امره واجعلنا من انصاره وأعوانه والعاملين تحت رايته والمتمكنين بدولته وارزقنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره .
الاربعاء 5شعبان 1443
9 نيسان 2022