د. نعمه العبادي ||
استقبلت تركيا اوردغان الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ بمراسيم ضخمة معززة برمزية عالية تدمج الترحيب والحفاوة مع رغبة بإزالة بعض ما علق في الاذهان الاسرائيلية جراء مواقف اوردغان في السنوات الاخيرة الماضية، ويتأشر من الزيارة الآتي:
1- ان جهود اللوبيات الاسرائيلية في امننة العلاقة مع اسرائيل تحصد نجاحها بشكل منتظم، لتكريس مقولة " ان العلاقة مع اسرائيل ثابت استراتيجي لاي طرف متوسطي يطمح للعب دور مهم في المنطقة، ويحصل على بوابة مميزة للعلاقة مع امريكا والغرب".
2- تؤكد الزيارة، ان ثابت البراغماتية الاوردغانية لا يمكن ان تتقدم عليه اي أولوية مهما كان وصفها القيمي.
3- الاقتصاد بشكل عام والطاقة بشكل خاص العامل الاساس المقدم على كل العوامل في منظور منهج العلاقات الدولية المعاصرة لمعظم دول العالم.
4- اسرائيل تشتغل بشكل ممنهج لبلورة مركزيتها بوصفها محور علاقات مميزة في معطياتها وآثارها، إذ تجاوزت احتياجات القبول والامن، وتقدم نفسها كعنصر توازن في البيئة الدولية المضطربة.
5- التنسيق الاسرائيلي- التركي فيما يتعلق بالصراع الروسي- الاوكراني، هو إنموذج متقدم للاستثمار في الازمات، وقراءة ذكية لمآلات هذه الحرب التي توصف اوربا بأنها الخاسر الاكبر فيها.
6- على المراهنين على مفهوم الزعامة الاوردغانية للتكوين السني خصوصا في منطقة الشرق الاوسط، ان يعيدوا النظر في موقفهم إذا كانت مراهناتهم تتطلع لمواقف مبدئية مقدمة على المصالح والمنافع.
7- الخصومة مع #ايران هي المقولة السحرية التي توحد كل المتناقضات، وتمكن اسرائيل من حصد المزيد من المتماهين معها مهما كان موقفهم الخلافي.
8- الدراماتيكية المتسارعة لمسار حركة العلاقات في العالم لن تنتظر القوى التي لا تحضر الاحداث إلا متأخرا، ولا تزال ترواح في موقع المنفعل.