السيد محمد الطالقاني ||
لقد بذلت الماكنة الإعلامية الاستكبارية كل جهدها من أجل تحريف مسار الخط الاسلامي الاصيل واستخدمت كل الاساليب الخبيثة وهذه الاساليب الخبيثة فعلت فعلها في المجتمع الإسلامي وضللت قطاعات واسعة من الأمة, حتى التبست أمور كثيرة في أذهان الناس، واختلط الحق بالباطل.
وقد حاول الامام السجاد (ع) اصلاح الامة من خلال ازالة العوامل التي سببت الهزيمة النفسية والخذلان للامة والتي زرعها فيها النظام الاموي الجائر، وانتشالها من مستنقع الخنوع والقبول بالأمر الواقع , وذلك بتركيزه على اهداف ثورة الاِمام الحسين عليه السلام في طلب الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الركون للظالمين ,والعمل على ابقاء تلك الثورة حيويةً فاعلةً في ضمير أجيال الأمة على الرغم من منع الامويين لذلك لما لها من دور في تربية وتهذيب الامة .
فبالرغم من ان الوضع العام للدولة الاسلامية الذي كان يعيشه الامام السجاد عليه السلام, حيث كان يعاني من عدة انحرافات حادة في مختلف الجوانب السياسة والفكرية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية, وكانت هذه الانحرافات تهدد العقيدة الاسلامية ليس فقط بتغيير مسيرتها وانما ايضاً بزوالها, ومن هنا تصدى الامام السجاد عليه السلام لمعالجة هذه الانحرافات من خلال جمع صفوف الامة ، والتركيز على تربيتها روحيا ، وتعليمهم الإسلام الاصيل, وذلك بهدف تحصين العقول والنفوس من الانحرافات التي يثيرها علماء السوء الذين كانوا يبعدون الناس عن الإسلام الحق ، ويكدرون ينابيعه وروافده بالشبه والأباطيل .
واليوم ونحن نعيش اجواء الولادة الميمونة لامامنا السجاد عليه السلام , وبعد ان زال حكم الظلم والظالمين , نقول لكل السياسيين والمتصدين للحكم ان ان يضعوا الامام السجاد عليه السلام نصب اعينهم , وان يسيروا على خطاه ونهجه من اجل انقاذ هذا الشعب المظلوم من كل المستنقعات السياسية التي اودت به الى حافة الانهيار لولا صبر هذا الشعب وايمانه بائمته عليهم السلام وارتباطه بمرجعيته الدينية.