د. علي الطويل ||
أن المتابع لاحداث الحرب الروسية الأوكرانية، يجد ان الدفع الأمريكي له الدور الأساسي في إستفزاز روسيا وجرها للحرب ، وهذا واضح تماما، وبعد حدوث الحرب بدأت أمريكا بدفع أوربا للدخول فيعا وبأساليب مختلفة، مرة ترهيبة ومرة أخرى ترغيبية، فماهي اهداف أمريكا من وراء ذلك؟
1.ضعف الاقتصاد الأمريكي وحجم الدين الذي تعاني منه أمريكا بحاجة إلى موارد، والحرب الأوربية الروسية اذا ماحدثت فإن أمريكا ستكون اكبر مورد للسلاح والغذاء إلى أوربا، وبالتالي ستكون الرابح الأكبر من الحرب.
2.في حال حدوث الحرب مع روسيا حتما سيكون الرد الروسي كبيرا، وسوف يدمر البنى التحتية الأوربية والمصانع والمطارات، وعندها ستكون أمريكا صاحبة الامتياز الأكبر في اعمار أوربا، فتعمل شركاتها، وتبيع وموادها الأولية وسوف تنشط ومصانعها والأرباح ستكون مغرية.
3.ان أوربا تشكل هاجسا لأمريكا وخاصة ألمانيا، ففي ظل تراجع الاقتصاد الأمريكي فإن أوربا تشهد ازدهارا اقتصاديا يؤهلها ان تنافس أمريكا على الأسواق العالمية، وهذا مالا ترضاه أمريكا، لذلك فهي تدفع باتجاه الحرب لتدمير الاقتصاديات الأوربية.
4.روسيا النووية وذات الصناعة الحربية الاستراتيجية، والاقتصاد المتنامي بدأت تاكل في الجرف الاقتصادي الأمريكي وتستحوذ على اقتصاديات بعض الدول الأوربية، وذلك يؤهلها لتتحكم بالقرار السياسي عبر بوابة الغاز والطاقة، وأمريكا تريد جرها لحرب تعطل اقتصادها وتتضائل بها قوتها العسكرية.
6.ان أمريكا تعتقد أنها لم تعد تتحكم بالعالم كما كانت، وان العالم بدأت تتشكل فيه قوى صاعدة ستاخذ دورها في ايجاد توازنات جديدة، سيكون فيها قطبية متعددة وان النهاية للتاريخ لم تعد حقيقة، وان صراع الحضارات هو لصالح الآخرين وأنها ستكون الخاسر الكبير في هذا الصراع ، لذلك فهي تريد أن تحجز مقعدا متميزا في هذا العالم عير أضعاف الآخرين، والابقاء على قوتها.
7.في حال آن روسيا ضبطت نفسها، واوربا التفتت إلى مصالحها ولم تدخل هذا الحرب، فإننا نعتقد أن السيناريو الآخر هو استخدام الجماعات المسلحة التي جمعتهم أمريكا كمتطوعين للدفاع عن أوكرانيا ونشرهم في بعض الدول الأوربية المحاذية لروسيا لغرض أشغال روسيا، وتخريب هذه الدول لنفس الأهداف أعلاه.
8/3/2022