السيد محمد الطالقاني ||
إنّ الأخوة الإسلامية ليست تقليداً أعمى، ولا عادة موروثة، بل هي عقدٌ لازم، و تشريعٌ ربّاني، ومبدأ إسلاميٌ، انطلاقاً من دلالة قوله تعالى: (فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).
والأخوة الصادقة هي تلك العلاقة الوثيقة والمثالية الجميلة، القائمة على الثقة والمودة والبساطة البعيدة عن المصالح الضيقة والمنافع المؤقتة, والممزوجة بالإيمان والمقرونة بالتقوى والتي أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة, فهي مدينة مسورة لا يدخلها إلا أهل الصدق النجباء.
ومن اعظم صور الاخوة في التاريخ الاسلامي , هي تلك الصورة التي رسمها لنا أبو الفضل العباس عليه السلام والتي جسدت الوفاء باروع صوره على كافة الأصعدة, فكان وفاءه لاخيه وامام زمانه الامام الحسين عليه السلام عندما ألمّت به الشدائد والمصائب, بشكل لم يرو لنا التاريخ مثل هذا الوفاء, فقد وقف العباس مع أخيه في كل اتجاهاته ومواقفه وأشد الظروف وأصعبها.
هذه هي الأخوة الحقيقية التي يجب أن نحتذي بها اليوم ونحن نعيش ذكرى ميلاد ابي الفضل العباس , خصوصا على من تصدى لحمل لواء السياسة وخدمة الشعب ان ينزع من قلبه حب الانا وان يكون عنده نكرانا للذات ويكون اخا لهذا الشعب المظلوم الذي تجرع غصص الزمان جراء تعاقب الحكومات السابقة واللاحقة عليه .
انصفوا شعبكم باتخاذهم اخوة لكم وقدموا لهم كما تحبون لانفسكم, واتقوا دعوة المظلوم فان ليس بينها وبين الله حجاب والعاقبة للمتقين.