مهدي المولى ||
لا شك للديمقراطية أعرافها أخلاقها الخاصة والديمقراطي عليه ان يلتزم ويتمسك بأعراف الديمقراطية ويتخلق بأخلاقها وإلا ليس ديمقراطي بل إنه عدو للديمقراطية والديمقراطية يصنعها ويخلقها ويبنيها الشعب لهذا مهمة الديمقراطي ان يهيئ الظروف الموضوعية لبناء الديمقراطية لرفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي الى التمسك بالأعراف الديمقراطية والتخلق بأخلاق الديمقراطية ومن أهم صفات الديمقراطي ان يحترم الرأي الآخر ويرى في الآراء والأفكار المختلفة هي الوسيلة الوحيدة لبناء الوطن وسعادة الشعب من صفات الديمقراطي ان يرى في طرح الأفكار الغاية منها ان تتفاعل أن تتلاقح مع بعضها البعض لا تتصارع لا تتقاتل مع بعضها البعض فالتفاعل والتلاقح في الأفكار تنتج تخلق أفكار جديدة متطورة وهكذا يحدث التطور والتقدم في البلاد على خلاف عندما تتصارع وتتقاتل الأفكار لا ينتج إلا الخراب والدمار.
وهذا ما نراه ونشاهده في عالمنا فالدول التي تحترم أفكار وآراء اي تحترم عقول شعوبها تعيش مستقرة متطورة يسودها الحب والسلام مهما اختلفت ألوانها وعقائدها وأعراقها على خلاف الدول التي لا تحترم أفكار وآراء شعوبها أي لا تحترم عقول أبنائها فتعيش في حالة الفوضى وعدم الاستقرار حتى لو تتكون من طيف واحد عرق واحد دين واحد لون واحد وهذه حال الشعوب العربية التي فرضت عليها حكام طغاة .
المعروف ان العراق بعد تحريره من بيعة العبودية التي فرضت عليه منذ أيام الطاغية معاوية وحتى الطاغية صدام كان يعيش في ظل الحاكم الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة أي في ظل عبودية مستبدة الويل لمن يقول أنا إنسان أنا عراقي هذه من صلاحية الحاكم الفرد يريد ان يمنحها لك او لا يمنحها ومثل هكذا شعب لا يمكن منحه الحرية دفعة واحدة ونقله من ظلام العبودية الى نور الحرية بشكل مفاجئ فلا بد من تهيئته تدريبه على قيم وأخلاق الديمقراطية وتحريرعقله من شوائب وأدران العبودية وهذا يتوقف على دعاة الديمقراطية وأنصار الحرية.
المشكلة الصعبة التي عرقلت مسيرة الشعب العراقي في بناء الديمقراطية والتمتع بالحرية هي عدم وجود ساسة يؤمنون فعليا بالديمقراطية أي يتصفون بالديمقراطية ويتخلقون بأخلاقها ويتمسكون بأعرافها بل أنهم جميعا متخلقون بأخلاق الدكتاتورية و أعرافها وقيمها العشائرية المتخلفة لهذا طبقوا تلك الأخلاق وتلك الأعراف والقيم في زمن الديمقراطية فنتجت حالة أكثر سوءا من زمن الدكتاتورية وعبودية الاستبداد فإذا كنا نعيش تحت ظلم وعبودية وقوة واحدة أصبحنا نعيش في حالة فوضى تحت مجموعة من الحكومات ومجموعة من الحكام وهكذا ضاع المواطن العراقي لا يدري الى أي حكومة ينتمي وأي حكومة يخضع لها ويطبق وينفذ أوامرها.
لهذا أناشد القوى الديمقراطية الصادقة المخلصة ان تتوحد في خطة واحدة في برنامج واحد وتتحرك وفق تلك الخطة وذلك البرنامج من أجل رفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي الى التمسك بقيم وأعراف الديمقراطية والتخلق بأخلاقها ونبذ قيم وأعراف وأخلاق الدكتاتورية والاستبداد والعبودية.
فالديمقراطي إنسان حر صادق مضحي ينطلق من مصلحة الشعب والوطن على خلاف العبد فأنه حقير كاذب ينطلق من مصلحته الخاصة وعلى استعداد ان يدمر المصلحة العامة في سبيل مصلحته الخاصة .
https://telegram.me/buratha