د.أمل الأسدي ||
قررت العلوية مريم تغيير طبق الحلوی الذي يوزعونه في يوم المبعث النبوي،فلن تُعدَّ (الحلاوة الچكليتية) وستعد (الزردة والحليب) لأنهم يوزعون(الچرك) مع (الچكليتية) ومنذ أسبوع والكاظمية مزدحمة جدا وزوار الإمام الكاظم(ع) يأتون أفواجا أفواجا،والبيوت كلها تقيم المجالس وتعد الموائد،و(فاضل الچركچي) قد أرهقه العمل خلال أيام الزيارة،فقرر أن يستريح ليومين وأغلق مخبزه،؛لذا ذهبت(العلوية مريم) منذ الصباح لجلب (حليب الجاموس)من السميلات،واشترت(التمن عنبر) ثم عادت باسمة الوجه،وطبعا قد احتفظت بأجود أنواع الجوز والزعفران التي جلبها زوجها( جاسم محمد الشيخ علي الأسدي) من البصرة في رحلته التجارية الأخيرة،جلست العلوية في الحوش،دقت(التمن العنبر) بـ(الجاون) وهي أكبر من (الهاون)وبدأت هي وجاراتها بإعداد (الزردة والحليب) وبعد أن نضجت وبردت تم توزيعها علی الجيران والأقارب،وزعوها مع التهاني والدعوات،وبعد يوم متعب وضعت(العلوية مريم) وسادتها تحت رأسها وهي تطلب من الله ورسوله وأهل البيت القبول،وتردد باسمةً:
فرشت عبايتها ونامت
وبس شافت الخطار گامت
وتردد:
لاعلموني علی الگليل
ولا ركبوا جدر الزغير
انه مدللة ورباة خيّر
وسرعان ما رأت سيدا مهابا،عمامته خضراء،قال لها: ما ألذ حلواك وأطيبها!! بوركت النفس الطيبة!
فقالت له: من أنت أيها السيد الجليل،أنا آسفة،هل تقصد أني لم أرسل لكم طبقا؟
قال لها: ما كان لجدي؛ هو لنا حتما
فقالت: فدوة أروح لكم، اللهم صل علی محمد وآل محمد،من أنتَ يامولاي؟
فابتسم ومضی... واستيقظت هي علی صوت زوجها وهو يبشرها بزيارة إلی الإمام الرضا(عليه السلام)...