د. عطور الموسوي ||
استذكارنا ليوم استشهاده عليه السلام ليس استثارة للمشاعر واستجلابا للدموع والآهات .. وانما هو استحضار لقيم الثبات على المبادئ والصبر على المحن ..
واعلان عن حقبة من حقب الطغاة الذين اوغلوا في دماء اهل البيت ومواليهم مثل بني امية واكثر وهم يدّعون انهم ابناء عمومة النبي واهل بيته عليهم السلام ..
إنه كشفٌ عن جريمة الاخفاء القسري التي سنّها طغاة بنو امية وبنو العباس وسار عليها كل الطغاة من بعدهم.. ولعل الامس القريب كشف لنا جرائم لا تعد وتكاد ان تماثل هذا القمع والاخفاء القسري مع اختلاف الشخوص في حقبة البعث والارهاب الاعمى من تغييب لم يجر مثله في كل دول العالم، وكأن العراق قد ابتلي منذ تلك القرون وليومنا هذا بمن سار على خطى هارون..
هو إعلاء صرخة الحق ضد الباطل والتحليق في رحاب أجواء نصر الله لعباده الصالحين .
هاهو قبر الامام المظلوم كعبة للعاشقين مهما حاول قاتله جاهدا ابعاده عن مواليه وقطع ذكره واخفاءه..
حشود مليونية تطوف بحضرة قبرة وكأن ثمة مغناطيس يجذب محبيه وكل مسلم يعرف قدر نبيه واهل بيته..انهم يدورون في فلكه رجالا نساءا شيبة وصغارا يحدوهم حب محمد وآل محمد يتقربون لنبيهم بالمواساة بحفيده ويقدمون العزاء لامامهم المنتظر.. هكذا يردد احدهم بكل يقين : " عظم الله لكل الاجر ياصاحب الزمان "
نعم .. عظم الله لك الاجر يامولانا بمصاب جدك الكاظم، وأعان الله قلبك وانت تسمع وترى ما يجري على امته.. ترى عمامته يستهان بها جراء افعال بعض ممن يرتديها .. ترى شيعتك تتجاذبها الاهواء وتتقاذفها رياح الطمع والإثرة .. وقد تشتت جمعهم وباع بعضهم دينه ومذهبه لنواصب وكفار هذا الزمان ..
تمر الذكرى وتهيج معها الاحزان وتنبض القلوب بحبهم وتذرف الدموع لحزنهم وتعاد مفاصل الملحمة لترسل انطباعا فريدا من نوعه.. خلود الاخيار وافول وجود الاشرار .. لم يتمكنوا من اطفاء نورهم مهما تكالبوا خلف بعد سلف وراهنوا على ان نتوانى عن احياء ايام الله ما بقينا فنحن الفقراء اليهم ولذكرهم ولحبهم ..
جعلنا الله واياكم ممن يحيي امرهم ويثبت على نهجهم ويكون لهم زينا يليق بانتمائنا لهم ونستجير بالله ان نكون شينا عليهم ..
ونسأله خلوص النوايا وصدق العمل لوجهه تعالى .
السبت 26/2/2022
25 رجب 1443