د. عطور الموسوي ||
يوم 13 شباط عام 1991 والحرب قد أشعل أوارها دون اي تكافؤ بتدمير الجيش العراقي الذي خرج متهالكا من حرب طاحنة لثمانية اعوام ..
هذه الحرب عالمية وثلاثين دولة تعاضدت عليه بسبب رعونة حاكم حكم العراق بالنار والحديد وتمزق نسيجه المجتمعي بالقمع والرعب والقسوة.. طغى ولم ينسحب من الكويت وبذلك اعطى الضوء الاخضر لقوى الدمار العالمية ان تجتمع كذئاب الليل لتنهش أجساد ابنائنا بكل اسلحة الدمار وحتى المحرمة منها دوليا، وقد انقطعت بهم السبل فهم بين المطرقة والسندان.
لم تنته الحرب واستمرت الطائرات تقصف اهدافا متعددة وبالاخص من تجد فيها مقاومة طائرات او رادارات، وما فعله الطاغية صدام الذي ضحى بشعبه ولم يهتز له جفن انه قد عزز هذا الملجأ برادارات وبذلك صار هدفا للطيران المعادي ..
انه ملجأ العامرية أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ يقع في منطقة العامرية في بغداد، قصف بطائرتين من نوع (أف -117) تحمل قنابل ذكية أدت إلى تدمير الملجأ مما أدى إلى مقتل ما يقارب 400 مدني عراقي من نساء وأطفال... نعم يا سادة تعلمنا كل صنوف آليات الحرب بعد ان وجدنا وطننا يخوض حربا كل عشرة اعوام بسبب حاكمه الاهوج المولع بالدماء.
مات المدنيون افرادا وجماعات وضيع الاعلام البعثي الحقيقة باستجلاب الشعراء وخلق دراما تبعد المجرم الحقيقي عن الشاشة والحقيقة المرة اننا جميعا شعرنا لا امان في كل شبر من العراق .
وليس مستبعدا عن صدام الذي وصل به الامر لجنون العظمة ولسان حاله يقول : انا ومن بعدي الطوفان ، وهو الذي اوعز لجلاوزته بقتل اطفال الحاضنات ليكون تشييعا للاطفال فقط ليبين ان الحصار ظالم !
وفي ذات الوقت يتمتع وحاشيته بما لذ وطاب ويقيم الحفلات بميلاده المشؤوم .
نعم ان الذي قتل هؤلاء المدنيين وافجع قلوب ذويهم هو وجود مقاومات الطائرات على سطح الملجأ بأمر صدام القائد العام للقوات المسلحة، وانتشرت لافتات العزاء وهي تضم اعدادا من عائلة واحدة، وفي احيان كل افراد العائلة، ولكن الناس كأن على رؤسها الطير لا تجرأ على الحديث ولو بكلمة ..
نعم جرائم صدام تشعبت لدرجة يصعب حصرها ولم تنته بموته ولا بنبش قبره بل استمرت لحد هذه اللحظة وبأوجه جديدة تستهدف الحرث والنسل، يوم استنسخ شخصه الاجرامي أناسٌ ربما كانوا يوما من ضحاياه !
https://telegram.me/buratha