المقالات

السياسة .. والسلطة .. والوهم 

1748 2022-02-13

  ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

الإعتقاد السائد أو المُطلق في الأفكار والرؤى لدى البعض إزاء ما يتعلق بمجمل شؤون الحياة ومنها إدارة السلطة، تجعل من هذا وذاك والأذناب أيضا، أن يَغرس مخالبه في جسد الدولة، وهذا الإعتقاد ناجم عن اليقين المُطلق فيما هُم عليه، وناتج أيضا من سوء فهمهم للواقع المُعاش حيث يتشبثون بصحة قراراتهم، التي لطالما تدفعهم في أن يعيشوا حالة من الوهم الدائم، ومفاده ضرورة بقائهم كونهم الأصلح في إدراة شؤون الحياة والعباد كما يعتقدون ويظنون هم والأذناب ..   وفي التاريخ البعيد والحديث هناك شواهد كثيرة، لمن يعتقدون ويظنون بخلاف المنطق، ومثل هؤلاء كمثل الذين لبسوا ثوب الوهم والغرور، رغم أنهم يعرفون جيدا بل يعون أن أفكارهم ورؤاهم هذه ما هي إلا مُخالفة صريحة للمنطق، ومنه الشرع والقانون المغيبين بقدر كبير .. وبهذا السلوك المزيف، تم وسيتم تدمير العلاقات الحياتية، ومنها العلاقات الإنسانية بين الناس، وحتى على  صعيد ممارسة السلطة بكل تفصيلاتها البسيطة والمعقدة .. ودول في العالم على سبيل المثال دخل الكثير منها في الحروب والنزاعات بسب هذه الأوهام التي ظلت لصيقة بأذهانهم، ولا يأبون مغادرتها، ظانين أن بتصرفهم هذا إنما يصنعوا مجدا لهم، مع ملاحظة أن الوهم الزائف هذا وتشبثهم بصحة ما يصدر عنهم من قرارات سيرتد عليهم يوما ما، لينكسروا في النهاية ويدمروا بلدانهم ..  وحتى على صعيد إدارة الحكم في هذه الدولة أو تلك، نلاحظ أن هذه الإعتقادات تتسبب في أحيان كثيرة بنزاعات وهمية لا سيما عند الكثير من الأذناب الموالين لأربابهم، ومنهم للأسف المتسللون لمهنة الإعلام أو محسوبا على أنه مثقف، والطامة الكبرى أن أمثال هؤلاء الذين هُم أصحاب اليقين المطلق الزائف، لا يسمحوا للرأي الوطني الآخر، بأن يفيدهم بما هو صح ليتراجعوا عن مواقفهم الزائفة ..  من هنا يستمر المزيفون بغيهم فيمضون على ما هُم عليه وبصلف أكثر من ذي قبل، فالفاسد على سبيل المثال يتعلق وهمه بالفساد، ليستشري بالنتيجة في محيط عمله من دون أن تظهر عليه حالة إشباع لرغباته المريضة، وهذا الحال هو نفسه عند الآخرين الذين ينبهرون بعظمتهم، وهي جوفاء وفارغة إلا من الطنين ..  وفي بلدنا دفع المجتمع ثمنا كبيرا بل باهضا، نتيجة لأوهام أو ايهام صُناع القرارات المصيرية بتطبيل واضح من الأذناب لِنيل المناصب الدُنيا حتى تحول البلد إلى حقل تجارب يتنازعها هذا وذاك من دون أن يتم الإلتفات إلى حل المشاكل الاقتصادية وحتى السياسية والثقافية، فالوهم العائم يُدمر العقول والأوطان ..  والغريب في هذا الأمر أن احدا من اصحاب السلطة والقرار، لم يلتفت لوقف هذا التداعي الخطير الذي لا شأن له إلا بتعلق البعض بطموحات غير معقولة وليس لها نهاية، الأمر الذي أدى وسيؤدي إلى المزيد من إحلال الخراب في كل جوانب الحياة والعباد ..  يبقى أن نفيد، ناصحين، لكل من يتحمل المسؤولية من ذوي البصيرة، أيا يكن موقعه، أن يُدرك هذا الواقع المرير، وإن يتعامل معه بعقلانية، وأن يتم التصدي له بحزم، وإرادة قوية، للذين يديرون الوهم ويرجون له بخفية من حولهم كصناع للوهم والمروجين له عن طريق التعظيم والتكبير، فمثل هؤلاء لا يهمهم شيء غير ركوب الموجة من دون أن يأبهوا لتخريب نفوس الناس والبلاد ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك