محمد شرف الدين||
* طالب الساعدي
لما أصبح الناس يتطورون في اخذ المعلومات والأخبار من عدة وسائل ، لاسيما ونحن نعيش عصر السياحة التكنولوجية التي تتم بمجرد ضغطة زر على جهاز محمول - الموبايل - ولم يتعب أحدهم نفسه في مدى مصداقية الناقل ، بل تغافلوا عن قوله تعالى " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ".
المهم . ان هذه الوسائل التي يستعملها عامة البشر تنقل لنا مغالطة كبيرة في بيان معنى مفهوم " السياسة "حيث تنشر أن المراد من السياسي هو الأكثر دهاء وافتراء بحيث يحاول ان يقنع الناس أو الطرف المقابل له بكل وسيلة تحقق غايته- الغاية تبرر الوسيلة - فتراه يكذب ويتهم الآخرين ويدّعي ما ليس له من الجهاد والخدمة ، بل يذهب إلى الأعداء ويعقد إتفاقيات ويعطيهم وعود بأنه معهم ، وهو يعتقد أنها سياسة .
لا لا يا اخوان السياسة تدبير وإدارة الأمور وفق ما يريد الحق تعالى ، فقد بين سبحانه وتعالى عدة خطوات لتدبير وإدارة المجتمع الإسلامي سواء في شؤونه الداخلية أو الخارجية .
فنظر عزيزي القارئ إلى الآيات التالية :
- سورة الأحزاب، آية 70
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
- سورة النساء، آية 29
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً
- سورة المائدة، آية 8
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
- سورة التوبة، آية 119
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
- سورة النور، آية 21
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
هذا فيما يتعلق بالشؤون الداخلية .
وأما الآيات التي تخص الشؤون الخارجية ، فهي :
- سورة الممتحنة، آية 13
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ
- سورة آل عمران، آية 118
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
- سورة آل عمران، آية 149
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ
- سورة النساء، آية 144
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً
- سورة المائدة، آية 51
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
فعليه سمي علم تدبير المجتمع وإدارة شؤونه بالسياسة . فالسياسي ينبغي أن يكون ذا مهارة وفن في مسألة إدارة الأمور وليس مجرد علم قد درسه ولسان سليط على الآخرين.