مهدي المولى ||
بدا دواعش السياسة أي جحوش وعبيد صدام بمعزوفة جديدة وهي الدعوة الى عودة بغداد الى عروبتها ولا شك إنهم يقصدون عودة بغداد الى حكم الدكتاتورية وبيعة العبودية الى حكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة والقرية الواحدة كما هو شأن العوائل المحتلة للخليج والجزيرة لهذا فأن هذه الدعوات تنال تأييد ومساندة وترحيب من هذه العوائل لأنها الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها أن يستمر احتلالهم للجزيرة والخليج وفرض عبوديتهم وظلامهم على أبناء الجزيرة والخليج وبقية البلدان العربية ليجعلوا منها بقر حلوب الى أسيادهم صهاينة الكنيست الإسرائيلي وصهاينة البيت الأبيض كما هو شأنهم.
لا شك أنهم يقصدون بعودة بغداد الى عروبتها دعوة صريحة وواضحة الى عودة الدواعش الوهابية كلاب آل سعود القاعدة داعش النصرة وعشرات المنظمات الإرهابية الوهابية للعراق لتحرير العراق من الشيعة التي احتلت بغداد وحكمت بغداد التي أتى بهم جد صدام كما قال من جزيرة لم يسمها وأسكنهم مع الجاموس في الجنوب والوسط ومن حقنا ان نحرر بغداد منهم لأنهم ليسوا بشر ولا عرب ولا عراقيين ولا يملكون شرف ولا كرامة يزنون بمحارمهم كما وصفهم صدام في مقالات نشرتها صحيفة حزب البعث الثورة خلال انتفاضة العراقيين في آذار 1991 رغم ان الشيعة في العراق يمثلون أكثر من 70 بالمائة من نسبة العراقيين وأكثر من 90 بالمائة من نسبة العرب في العراق.
ومع ذلك مطعون في إنسانيتهم في شرفهم في عراقيتهم في أصلهم في دينهم فمثل هؤلاء لا يجوز ان يكونوا عراقيون لا يجوز ان يساهموا في القرار السياسي ولا يجوز لهم أن يسكنوا في بغداد لأن بغداد ملك الغزاة الأعراب بدو الصحراء الذين وصفهم القرآن الكريم إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.
بغداد منذ نشأتها كانت مدينة العلم والعلماء مدينة القيم الإنسانية السامية مدينة الإنسان الحر والفكر الحر مدينة الثقافة والحضارة والنور والحرية واستمرت هكذا رغم هجمات الأعراب عليها التي لا تزال مستمرة حتى عصرنا التي تستهدف إخماد نورها والقضاء على ثقافتها وحضارتها لأنها تهدد وجودهم وتحطم أحلامهم .
فبغداد بعد تحريرها من بيعة العبودية التي فرضها الطاغية معاوية وحاول الطاغية المقبور صدام ان يجددها ويعيدها بشكلها الرسمي لكنه قبر وقبرت معه بيعته وقبر معه من أسسها ومن أيدها وسيقبر كل من يدعوا لها في عصرنا وفي المقدمة آل سعود.
متى كان صدام عربيا ومتى كان آل سعود عربا هؤلاء جميعا لا يمتون للعرب بأي صلة يقول بصراحة لا يوجد للعرب أي أعداء غير آل سعود وصدام وكل ما أصاب العرب من وهن ومن ضعف ومن تخلف ومن كوارث ومصائب كان ورائها آل سعود وصدام وكل من أيدهم ووقف معهم ولا زال يسير على نهجهم الغريب كل دعاة القومية العربية وأنصارها طائفيين عنصريين يكرهون الشيعة ويحقدون عليهم ويتمنون أبادتهم والقضاء عليهم لأنهم جميعا رضعوا حقد وكره معاوية وزمرته للرسول محمد وأهل بيته ومحبيهم والعجيب ان هذا الحقد والكره بدأ يتوارث من جيل الى جيل حتى وصل الى آل سعود وكلاب دينهم الوهابي وصدام وزمرته بدو الصحراء لهذا تنكروا للرسول وللأمام علي وأهل بيته ومن سار على نهجهم واتهموهم بالزندقة والكفر والخروج على الدين والأصول العربية وحكموا عليهم بالموت في حين خلقوا لهم قادة في الدين من غير العرب أمثال كعب الأحبار وابو هريرة وصلاح الدين والبخاري ومسلم وغيرهم ورفعوهم الى السماء في حين اتهموا الإمام علي والإمام الخميني بالمجوسية وغير العرب.
لهذا نقول لدواعش السياسة عبيد وجحوش صدام تبقى بغداد حرة وتبقى مصدر ومنبع للقيم الإنسانية السامية والحضارة والفكر الحر ولم ولن تخضع للوحشية والعنصرية والوهابية.