د. هيثم الخزعلي ||
ان قوة كل دولة تعتمد على عدة عناصر يأتي الاقتصاد في مقدمتها، ولذا عملت الولايات المتحدة وعملائها في العملية السياسية بالتعاون مع الصندوق الدولي على اتباع عدة وسائل لتدمير اقتصاد العراق.
كجزء من خطة لاضعافه وجعل قراره السياسي مرتهن لارادة الولايات المتحدة وشروط صندوق النقد الدولي.
ومع آن هذا المشروع اتخذ عدة مسارات، الا ان اهمها اتفاقية (الشام الجديد).
وهي اتفاقية اقترحها صندوق النقد الدولي وذهبت الحكومة العراقية لتنفيذها، ولها اهداف منها :-
١- تبديد ثروات العراق واهدارها، واغراقه بالقروض لصالح صندوق النقد الدولي.
٢- ربط مصالح العراق مع دول التطبيع والكيان الصهيوني لجره لمعسكر التطبيع.
٣- تحويل الاقتصاد العراقي للنظام الراسمالي وإدارة خصخصة لصالح الشركات الأمريكية والاوربية والصهيونية، بدعوى الاستثمار، وبغطاء اسماء عراقية. مثل مجلس رجال الأعمال العراقي الأمريكي.
وسنناقش مفردة واحدة من( اتفاقية الشام الجديد) وهي (مد أنبوب نفط البصرة - ميناء العقبة) كجزء من هذه الاتفاقية.
العراق يصدر ٨٠٪ من نفطه الي غرب وجنوب اسيا، فما الجدوى من مد أنبوب للبحر الأحمر؟!
واذا كان في النية مد أنبوب للتصدير لأوروبا فيوجد خط جيهان التركي، كما أن ميناء العقبة يقع جنوب قناة السويس والاوربيون في شمالها.
فإذا أردنا استحداث أنابيب نفط او غاز للتصدير لأوروبا، فحسب شروط (التوقيع الصناعي) يكون الموقع الامثل على البحر المتوسط على سواحل سوريا او لبنان افضل مكان للتصدير.
اما البحر الأحمر فالعراق يمتلك فعليا (ميناء المعجز) والأنبوب الاستراتيجي الذين صادرتهما السعودية بغير وجه حق.
وبما ان حكومتنا ذاهبة للحضن العربي فالاولى ان تسترجع الأنبوب والميناء من السعودية.
اما الجدوى الاقتصادية لمد أنبوب نفط لميناء العقبة فيمكن حسابها إجمالا كالآتي :-
بما ان العراق سيقوم بمد أنبوب نفطي بكلفة ١٨ مليار دولار لميناء العقبة وبيع٢، ٢مليون برميل للاردن ومصر بأسعار تفضيلية، وبتخفيض ١٨$ اقل من سعر السوق، كما أن كل برميل سيكلف العراق خسارة بمقدار ٥،٥ $ عبر هذا الأنبوب بدلا من التصدير من البصرة ، اي ان مجموع ما يخسره العراق ١٨$+٥،٥$= ٢٣،٥ $دولار لكل برميل مصدر لمصر والاردن.
واذا قمنا بضرب هذا الرقم بعدد البراميل المفترض تصديرها يوميا من العراق عبر هذا الأنبوب، يتضح حجم الجناية بحق العراقيين.
٢٣،٥$*٢،٢٠٠٠٠٠ برميل =٥١.٧٠٠٠٠٠$ واحد وخمسين مليون وسبعمائة الف دولار، مقدار خسارة العراق يوميا لصالح مصر والاردن.
واذا ضربنا هذا الرقم ب٣٠ يوم، يكون مقدار ما يخسره العراق من ثروته ١،٥٥١،٠٠٠٠٠٠ $مليار وخمسمائة وواحد وخمسين مليون دولار شهريا .
بالمقابل فأن مصر اتفقت مع الصين على بناء معامل كيماويات ومعامل تكرير النفط واستخراج المشتقات النفطية على سواحل البحر الأحمر مقابل ميناء العقبة.
لتقوم باستخراج مشتقات النفط العراقي واعادة تصديرها للعراق والعالم، وبعد التكرير وإنتاج المشتقات تصبح قيمة برميل النفط ما لايقل عن ٥٠٠$.
٥٠٠$*٢٢٠٠٠٠٠برميل *٣٠يوم= ٣٣٠٠٠٠٠٠٠$ اي ان ما تربحه مصر شهريا ٣٣ مليار دولار من اموال العراق.
هذه الاتفاقية(الشام الجديد ) بدلا عن انخراط العراق باتفاقية الحزام والطريق الصينية،.
والتي يدفع بموجبها العراق ١٠٠٠٠٠ برميل نفط يوميا فقط، مقابل بناء المطارات والموانئ (ومنها ميناء الفاو ) والطرق والجسور والانفاق وكل البنى التحتية، وبناء المصانع في العراق لتصدير السلع لأوروبا ودول المنطقة.
وبناء معامل تكرير النفط وإنتاج المشتقات النفطية والكيماويات داخل اراضي العراق، بدلا من تصدير الخام لمصر والشراء منها بخسارة مليارات الدولارات .
المضي باتفاقية مد أنبوب نفط (البصرة-العقبة) سيجعل العراق يخسر مبالغ بقدر ثلث ميزانيته، وهذا ما يفسر حديث وزيري المالية والعمل العراقيين عن الازمة الاقتصادية العراقية، مع ان اسعار النفط قد تصل ل١٠٠$حسب الخبراء النفطيين..
استبدال اتفاقية المبادرة الصينية (الحزام - الطريق ) باتفاقية نهب وسرقة علنية (الشام الجديد ) له نتائج كارثية... والمضي به جريمة بحق الشعب العراقي وهي خيانة عظمى لابد أن يحاسب من ارتكبها ومن رضي بها..
وتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
ــــــــ
https://telegram.me/buratha