المقالات

انها ام البنين..! 

1611 2022-01-16

     د. عطور الموسوي    قبل أربعة عشر قرنا ونيف وفي أرض الجزيزة العربية حيث مهبط الوحي والرسالة بين قوم أجلاف اعراب  وقد شحت القيم عندهم حين عبدوا الاصنام وشربوا الخمر واستحلوا الحرمات، نصر الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله بعبدين من عباده سخر له مال خديجة وسيف علي، وصار دينه ينمو في قلوب مؤمنة بينما تتكبر عليه قلوب غلفها النفاق.. ومن معسكر الايمان الحق الممتزج بأسمى قيم الانسانية وفي أحد بيوتاته التي حملت أشرف صفات العرب ولدت السيدة فاطمة الكلابية، وكلما كبرت سنون عمرها تميزت عن قريناتها عفة وشجاعة وخلقا وكأن الله يعدها لمهمة غير مألوفة.. نعم ابتلاها ونجحت بامتياز لتثبت لبنات جنسها ان الايمان يتفوق على نزعات النفس وان المرأة ان قررت ان تتغلب على مشاعرها قربة لوجه الله حتما تنتصر . وكما سن أهل البيت عليهم السلام سننا سامية في الادب والتعامل الاجتماعي الانساني وبدءا من رسول الرحمة وخلقه العظيم، فقد وفق الله هذه السيدة الاصيلة النسب لان تسن سنة حسنة لزوجات الآباء منذ ان وطأت قدماها بيت امير المؤمنين عليه السلام وطلبها الرائع بأن لا يناديها بسم فاطمه  نمّ عن سمو في الاخلاق ورقي في الوعي والبصيرة، كيف لا وقد نهلت من منبع الايمان سيد المتقين . صارت اما لابناء سيدة نساء العالمين وربت ابنائها على ان اولاد فاطمة ساداتهم فأي عقل راجح تحمل وأي ايمان عميق قد ملأ جنانها! واستمرت في سن سننا فريدة من نوعها ليحين آوان الطف وليلتحق كل ابنائها الاربعة بركب اخيهم الحسين عليه السلام وهي توصيهم ان يفدوه برقابهم وان يتسابقوا لنصرة امام زمانهم .. انها العقيدة الحقة المنبثقة من ايمان عميق لا يشوبه درن من أدران دنيا قد طلقها شريك حياتها ثلاثا لارجعة فيها، فسارت على خطاه صابرة  مستبشرة وثابتة على العهد. أم البنين هكذا كنيت قبل ولادة البنين وظل اسمها بعد ان ثكلت بكل البنين.. وصارت قدوة لأمهات الشهداء يوم زُف ابنائهن الى الجنان على يد طاغية العراق بين الاعدام والدفن والإذابة في أحواض التيزاب والتغييب...استلهمن منها الصبر وتعزين بها . نعم قدمت أمهاتنا شبابا نصروا الدين كالعباس وأخوته، وساروا على نهج الحسين ناصرين ثورته وان تباعد بهم الزمان، هي سنة حسنة سنها العظماء شهداءا ونساءا خالدات وجادوا بما لم يجد الزمان بمثله. لتبقى مقولة : كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء منارا للاجيال وحتى قيام الساعة .   16/1/2022 2 جمادى الثانية 1443
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك