المقالات

الفساد الأداري بركان نائم.! 


  محمد صالح حاتم ||   تعددت وتنوعت انواع الفساد من مالي إلى اخلاق إلى اداري الى ديني وغيرها، وكلها تنخر في المجتمعات وتدمرها، وكلها ممنهجه ومنظمه وورائها مافيا عالمية تعمل على نشرها وتفشيها داخل المجتمعات ومؤسسات ودوائر الدولة.  في بلادنا اليمن ظهر الفساد في البر والبحر والجو وكله بسبب ضعف الإيمان، والابتعاد عن تعاليم وأوامر ونواهي ديننا الأسلامي، وكذلك العماله والخيانه التي تركت اليمن مرتعا ًللتدخلات الخارجية، في كل مفاصل الدولة من اعلى هرم السلطة حتى اسفلها، فحول اليمن الى بلد ٍيتحكم به الاعداء فيرسمون السياسات ويشرعون القوانين والتشريعات بما يحقق مصالحهم. وكلها تحت مظلة الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد والرئيسي للدستور والقانون.  الكل يركز على الفساد المالي ويتكلم عنه، ولكن هناك الفساد الأداري وهو الاخطر الذي من خلالة وعبرة ينتشر ويظهر ويتفشى الفساد المالي والاخلاقي، فهذا الفساد يخلخل مفاصل الدولة ويدمرها، ويجعلها تنهار ماليا ًوتعلن افلاسها، الفساد الأداري هو سوء استخدام السلطة العامة من أجل الحصول على مكسب خاص يتحقق حينما يقبل الموظف الرشوة او يطلبها أو يستجديها أو يبتزها :.  وللفساد الأداري عدة انواع واشكال منها الرشوة والأختلاس والكسب غير المشروع في المشتريات الحكومية، والكسب غير المشروع من المناقصات، والاحتيال الضريبي والجمرك، و استغلال الممتلكات الحكومية لاغراض شخصية وما اكثرها عندنا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استخدام   السيارة التي صرفت له لاجل العمل لاغراض شخصية ولايتم اعادتها للدولة نهائيا.واستخدام الوظيفة لتحقيق مصالح شخصية، واهدار الوقت في مكان العمل، والاستهلاك الزائد لموارد الدولة منها استخدام هاتف العمل بشكل كبير دون ادنى حاجة له، وكذلك القرطاسيات وغيرها، تفضيل العمل للمصالح الشخصية، تآخير المعاملات وعرقلتها داخل مؤسسات الحكومة ، استخدام المنصب الحكومي لاغراض تجارية شخصية، مخالفة اللوائح والقوانين لاصدار تصاريح لانشطة اقتصادية، وكذلك ممارسة المسؤول عمل آخر في مكانه الوظيفي بجانب عمله، أو تهميش المصلحة العامة على حساب مصالحة الشخصية، المحسوبية في التوظيف والترقية، التعيينات للاقارب، دون مراعاه للتخصص والمؤهل،و الحاجة للموظف، ومن انواع واشكال الفساد الأداري هي التعيينات  لغرض كسب الولاء والمراضاه ومنها تعيينات النواب والوكلاء والمسشارون  في وزارات والمحافظات والمؤسسات، رغم عدم وجودهم في الهيكل الوظيفي، وهناك عدة عوامل ادت إلى انتشار الفساد الأداري هي : فساد النظام السياسي للبلد، وهو طبيعي أن يصل الفساد إلى المؤسسات؛ حيث تنتشر المحسوبيات والوساطات تلقائيا ً،ناهيك عن تدخل المسؤولين والقيادات في القرارات داخل المؤسسات، وتعطيل عمل القانون، ومنها ماهو موجود في اقسام الشرطة والنيابات والمحاكم والسجون وغيرها.  ومن ضمن العوامل هي العامل  الاقتصادية، ومنها تدني الأجور والمرتبات وغلا المعيشة، والتي تجعل الموظف يلجاء الى البحث عن بدائل، ومنها الرشوة، واستغلال منصبة لتحقيق مكاسب مالية، واكثرها في الوزارات والمؤسسات الايرادية والتي فيها مشاريع ومناقصات ودراسة الجدواى الاقتصادية، وكذلك هناك العوامل الادارية من خلال غياب الرقابة والمحاسبة والتفتيش، ووجود المحسوبية، والتوظيف العشوائي، وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وعدم وجود فصل حقيقي بين سلطات الدولة (التنفيذية - التشريعية -القضائية) وضعف السلطة القضائية وعدم نزاهة القضاء ، وغياب دور الاعلام الرقابي ، والصلاحيات التي تعاطى لشخص على حساب شخص ٍ آخر، بحيث يكون المدير او الوزير كوز مركوز والعمل على نائبة وهكذا وهذه الاسباب والعوامل ما اكثرها في مجتمعنا ساعدت على انتشار الفساد الأداري الذي يدمر الهيكل الوظيفي للدولة، وينخر جسد الحكومة، ويسبب في الانهيار الاقتصادي وانتشار الفقر وازدياد المجاعة.    فإذا لم يتم التركيز على الفساد الأداري ومحاربته واجتثاثه فلن يتم محاربة الفساد المالي، ولن يتم بناء دولة مدنية قوية، دولة مؤسسات و  نظام وقانون.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك