د. علي الطويل ||
هناك قاعدة تقول " لايعرف الفرد شيئا، والجماعة تعرف كل شيء، هكذا علق احد الباحثين على تجارب العالم الألماني بنس كراوسه، حول أسراب السردين لمعرفة أسباب تجمعها وحركتها الواحدة عندما تتعرض إلى خطر داهم، فالمعروف أن من الأسماك السردين ومن الطيور الزرازير عندما تتعرض لخطر أو مهاجمة عدو خارجي فإنها تتجمع وكأنه كتلة واحدة وبذلك يصعب على المهاجم أن يصطاد واحدة منها ، وهذا من الذكاء الجماعي الذي جعله الله كغريزة للبقاء، وهذه الغريزة هي تدفع للتصرف بهكذا طريقة، لتقليل خطر الموت على الفرد في الجماعة والمحافظة على الجماعة ذاتها،
فهذه الغريزة التي وهبها الله لهذه المخلوقات كوسيلة للدفاع عن النفس
وهذه الطريقة الدفاعية إنما تمنحنا عبرة كبيرة في أن الاجتماع والوحدة هي وسيلة من وسائل البقاء والديمومة، وبخلافها فإن المخاطر سوف تشمل الجميع بلا استثناء، فالعاقل من يدرك هذه القضية ولايفرط بموقف الجماعة من أجل مصالح آنية أو نظرة ضيقة أو عقد نفسية ذاتية، فما يقع على احد افراد الجماعة الواحدة سوف يصيب الجميع آجلا أو آجلا.
وعندما يتابع المرء المواقف العالمية والإقليمية باجمعها فإنه يخلص إلى نتيجة هي أن الجميع يستهدف مكون الأغلبية في العراق ووجوده ووحدته وقيمه، وهذا واضح لكل من له أدنى درجات الوعي والفهم، و مايجري الان هو آخر المراحل في هذا الاتجاه، فهل لعاقل بعد ذلك أن يتأمل بأن يستثني وهو مفرود لوحده؟ ، فالموقف الخطير الذي يستشعر به شيعة العراق في هذا الظرف، زواله يتعلق بوحدة مكوناته بعد أن توحد جميع الفرقاء في هذا البلد ليكونوا قبال كتل شيعية مشتته، اننا ندعوا الجميع مخلصين إلى أخذ العبر من التاريخ ومن مخلوقات الله والرجوع للعقل والتدبر والوعي بما يجري قبل اتخاذ القرارات المصيرية التي من شأنها مصادرة حق الأغلبية وضياع مكتسباتها.