د. عطور الموسوي ||
هكذا اذن ينطوى العام الثاني على جريمة المطار النكراء!
هكذا بصمت حكومي مطبق من رئاسات ثلاثة استعرضت عروضا في مجلس النواب المنحل، خطابات حماسية ووطنية فخمة رنت في الأذان وأنعشت القلوب، وتصويت بالاجماع على اخراج المحتل تحت قبة مجلس التشريع الديمقراطي المنتخب ..
ومنذ اليوم الاول صرح رئيس الوزراء بالتحقيق العاجل !
كنت اكذّب شكوكي بعدم مصداقيتهم ظانّة انهم قول وفعل ..
لكنهم أبوا الا ان يقولوا ما لا يفعلون ..
الشهداء لم يخسروا سوى متاع دنيا دنية زائلة، والموت حق على كل حي ..
هم عبروا الى بر الامان عند خالقهم يرفلون بنعمته في فسيح جنانه .
الخسران الكبير لمن رضي ان تمر تلك الجريمة بهكذا ردود فعل استعراضية، ولم يعبر عن مشاعر السخط الكبيرة التي اختلجت قلوب كل ذي وطنية .
لا اخفيكم أنني بدأت أشعر أن الشهيد ابا مهدي المهندس صار وسيلة يعتاش عليها البعض، تماما كما اعتاش آخرون على معاداته وشن الحملات الصفراء عليه لترضى عنهم دول الاستكبار ..
والا متى يكتمل التحقيق؟ وسنتين من عمر كرامتنا المهدورة ينتظر وقد مل الانتظار .
نعم مادام البيت الشيعي مفتتا، ومادام مراهقي السياسة قد تذوقوا حلاوة مناصبها وترف أيامها فلا بواكي للشهداء ولا مطالببين بثأرهم .
لذا لا نرتضي ان تمضي السنون فقط بمسيرات استنكار وتنديد، او بوقفات حداد عن مكان الجريمة، او بتعليق صور للشهيدين الهمامين، او باحتفالات احياء ذكراهما.
نحتاج وحدة موقف تعيد للشهادة قيمها ولدماء الشهيد وقعه الكبير في نفوس كل من عايشه، عنذاك سيكون للاحتفال طعما آخرا موشحا بوشاح الكرامة الوطنية التي تجعل الموت من اجل الوطن عشقا يحلم به الصغار والكبار ..
يا صانعي القرار اعيدوا لنا هيبة وطننا كي نروي قصص ابطاله لاحفادنا دون ان نضطر الى استعارة اسم غير اسم العراق ..
فلا يصح ان تتحقق السيادة في 13/12/2011 ونعيدهم بعد اعوام ليغتالوا قادة الانتصار بدم بارد !!
ما هكذا تورد الإبل ياساستنا الكرام، وسيطول وقوفكم بين يدي الله ذلك أنكم ستزرعون الذل في نفوس أجيالنا ولن تجدي جينات أعظم اجدادهم من ان تنهض بهم مستقبلا.
اللهم اشهد اني قد بلغت.
الاحد 2/2/2022
27جمادى الثانية 1433