المقالات

عندما يموت الضمير ويغيّب العقل عندها تحكم الغرائز الحيوانية

2212 2022-01-01

 

خضير العواد ||

 

لقد اصبحت المواقف الازدواجية التي نعيشها اليوم ويتسابق بها الإعلام وتتفاخر بها الحكومات مرض العصر الذي تصيب اثاره السلبية كل فئة من فئات المجتمعات وتجعل للمظالم غطاء شرعي وقانوني مما يؤدي الى انعدام الثقة وتفسخ العلاقات والروابط ما بين الشعوب وفئاته المختلفة عرقياً أو دينياً .

ومن المواقف المزدوجة التي عاشتها الإنسانية موقف الطبقة السياسية في فرنسا ومؤيديهم من الشعب الفرنسي من رئيسة الإتحاد الوطني بجامعة السربون مريم بوجيتو المرأة المسلمة اللطيفة المحجبة ذات التسعة عشر ربيعاً والتي خرجت في مقابلة تلفزيونية لتعبر عن رؤية نقابتها الطلابية حول مشروع إصلاح طلابي طرحته الحكومة ، لكن حجاب مريم الذي تلفه على رأسها أثار لغطاً في الشارع الفرنسي مما دفع وزير الداخلية جيرار كولومب الى انتقاد مريم وحجابها بأقسى العبارات حتى ربط حجابها بالتنظيم الإرهابي داعش ورفض وجود الحجاب ما بين طلاب الشعب الفرنسي وبالمقابل المعلم  سيلفان ذو الوشم الذي يغطي الوشم كامل جسمه بنسبة 100% ويلقب بنينجا جوكر وتلامذته يخافون منه بسبب وشمه المرعب وقد رفع دعوى اهل التلاميذ الى وزارة التعليم من اجل ايقافه عن التدريس ولكن الوزارة رفضت لان الوشم من الحريات الشخصية وفرنسا تحترم الحريات الشخصية ؟؟؟؟

 وطالبان الإرهابية تعطى حكم افغانستان على طبق من جماجم الأبرياء واليمنيون يمنعوا من تقرير مصيرهم وتشن عليهم السعودية والإمارات والمرتزقة من السودان ودول أمريكا الجنوبية وجميع الاستخبارات الغربية والإسرائيلية حرب ضروس لأنهم فقط أرادوا حريتهم واستقلالهم ؟؟؟  وتقتل السعودية أبناء الشعب اليمني بصورة إرهابية مفجعة بمختلف الاسلحة المتطورة من طائرات وصواريخ وغيرها من اسلحة الفتك الأمريكية المتطورة ويصرح وزير الخارجية الأمريكي ان مساعدتنا للسعودية من أجل حمايتها من صواريخ اليمنيين ؟؟؟؟

تجميد الحكومة العراقية للمعاهدة الصينية – العراقية التي لا تكلف العراق أي مبلغ نقدي سوى ما تأخذه الصين من نفط  وتبني  البنية التحتية للعراق وبالمقابل توقيع معاهدة مع مصر والأردن من أجل الحصول على الكهرباء من مصر تكاليف هذه المعاهدة جميعها على العراق وفوائدها تجنى من قبل مصر والأردن الفقيرتان واللتان لا يملكان شيء إعطاءه للعراق ؟؟؟ مدينة البصرة تصدر أكثر من 90% من نفط العراق تبقى على خرابها ولا تبنى ولا تمتلك حتى ماء صالح للشرب وبالمقابل يبنى كردستان من نفطها وتنفذ به أرقى المشاريع ؟؟؟؟

وهذا غيض من فيض وما أكثر المواقف الازدواجية التي تقوم بها الحكومات والقيادات السياسية ونعيشها اليوم وهذا جميعه نتاج موت الضمير وهو القوة المحاسبة الكبرى داخل كل انسان وتغيّب العقل عندها سوف تتحكم بالقرارات الغرائز الحيوانية من شهوة و أنا وحب السلطة والمصالح الشخصية والحزبية وتباع حقوق الإنسان و المبادئ والأخلاق بأبخس الأثمان ويبقى البشر مجرد كائن حي لا يمتلك مقومات الإنسانية وتحركه الغرائز الحيوانية .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك