المقالات

واقعة الطف ما زالت تقود الشمس الى الشروق..!


 

سميرة الموسوي ||

 

لمناسبة ذكرى إستشهاد قادة النصر ومحاربة الارهاب ؛

 

واقعة الطف ليست معركة مسورة في الزمان والمكان كأي معركة ، فهي معركة، وحرب ، وهي مواجهة كبرى ،وهي حوارات لم تنتهِ ،وقناعات لا حصر لها ، وأفكار ،وقيم ، وعقيدة  ،ومكارم أخلاق ، هي الحياة كلها _ منفصلة متصلة _ في أرجاء الارض ، فمن فهمها قلبا وعقلا وروحا ، فكرا وسلوكا ، لم يغادرها ،حتى يكون في قلبها ،وعلى بعد سيف ،وجرح ،وتكبيرة ، وبسملة من سيد الشهداء، ومطبّق منهج إمام المتقين عليه السلام .

لن تقوم الدنيا على رضا الله السميع العليم إلا إذا كانت فصيلة دماء الشهداء من حوض مكارم الاخلاق ،أو حوض _ فزت ورب الكعبة _ او _ لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل _ .

واقعة الطف لن تنتهي حتى يرث الارض عباد الله الصالحين ، فسليماني و المهندس  إن لم تكن عروقهما ممتدة الى صميم الطف وانواره الإلهية لن تكون عمارة الارض على أسسها البالغة العمق .

واقعة الطف رسالة تدعمها في كل زمان دماء الشهداء ليبقى فيض الحرية كما أراد له الله في صدور الاحرار ، وفي هذا الزمن حيث تمادى الاستكبار في تطاوله ،وتضخم عتوّه ، واستطالت أنيابه وبراثنه ، عندئذ ، تسامى قادة النصر سليماني ، والمهندس   ورفاقهم ،حتى أحدثوا الزلزال الذي هشم وفضح أغلال الطواغيت ، تساموا بلا هوادة ،وما زالوا على الرغم من وهم المستكبرين بأنهم غيبوهم الى الابد ،وما علموا أن القادة هم أنفسهم النبراس ،والمنار ،والفنار ، يقودون الشمس الى الشروق حيثما كان هناك بشر .

وحين نغوص في كل قلب وعقل وضمير وروح سنتوقف خاشعين  لمدد الله وإرادته ،وتدبيره،متأملين  قادة النصر متسنمين كل هامات المكان مشعين بأبتسامات الامل والنصر وهم يؤشرون لنا أن هلموا وسارعوا الى طريق الحق فلا تستوحشوه لقلة سالكيه ، فالقلة هم الاقوى بالايمان والابهى بالايثار ،والاقتحام ، وإغاثة الملهوف ،وإحتضان الخائف حتى يعود مشتاقا لإعلاء كلمة الله .

واقعة الطف تستوعب في أرجائها كل المباديء السامية لمعارك التاريخ وحروبه ،فهي الواقعة الوحيدة التي تحملها الشمس على الدوام وتنثر معانيها على الاحرار ،وتشد أزر مقاوم ،أو رافض للاستكبار مهما إتسعت أساطيله ،وتسارعت طائراته ،وتكاثرت قنابله النووية ، فلقد تساقطت قنابلهم بأفواههم حنظلا أخرسهم ، في هذا الزمن ؛ زمن الجمهورية الاسلامية الايرانية التي جعلت مخازن

أسلحتهم ؛ أسلحة التدمير الشامل وبالا عليهم ، فهم آمنوا ب ( وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا..) فكان صبرهم ( إعقلها ،وتوكل ) ، عملوا مسددين بعون الله متمسكين بالعروة الوثقى التي لا إنفصام لها ، وسائرين على منهج إمام المتقين عليه السلام .

كيف إنتصر الدم على السيف ؟.

إنتصر حين بقي متوهجا منهج إمام المتقين في العقول والسواعد ،وعندئذ ذاب جبروت المستكبرين وإنتكس الطاغوت .

أنتصر الدم على السيف حين سقطت قنابلهم الذرية وأصبحت بلا قيمة أمام منظومة الصواريخ الايرانية ، والامكانات السبرانية التي سحبت أسرارهم من بين أصابعهم ، وهذا كله لم يكن إلا وكانت شمس الطف تمد المؤمنين بالمزيد من صبر النصر ،حيث وعد الله الصابرين بالنصر .

سقط الطواغيت الى الابد حين تكالبوا على قادة النصر ومحاربة الارهاب ... هي دول كبرى تتعاضد من أجل أن تستمر مؤامراتها التي أفشلها وفضحها قادة النصر ، وعندئذ أرسلوا طائراتهم عبر آلاف الكيلومترات لترمي ابطال الحرية بسيوفها القاتلة ظنا منها أن الدماء التي ستراق منفصلة عن شجرة الطف العظمى ، الوارفة الظلال على العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن ،وغيرها من دول شمس الطف ، وما زال هدير دم الشهداء يرعد وسيبقى حتى تتمرغ أنوف المستكبرين وأذلائهم في وحل الهزيمة ، وستبقى كل الدماء المعطرة بشمس الطف هي المنتصرة على السيوف طالما كانت  ظلال شجرة الطف تُرضِع  الاحرار حيثما كانوا .

على المستكبرين أن يعوا الدرس ، ويفهموا أن واقعة الطف هي أكبر محطات التاريخ ، فمنها يأخذ الناس العِبرة .وإن قادة النصر ما زالوا في أول المعركة .

...يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم يُنصرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك