مهدي المولى ||
المسؤول أي مسؤول في كل بلدان العالم مهمته وواجبه تحقيق رغبات وطموحات الشعب وخدمة الشعب ووضع الشعب على رأسه لأنه رشح نفسه ليكون هكذا ليخدم الشعب ويضحي للشعب لا من أجل مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا يريد جزاءا ولا شكورا فهذه نزعة خاصة به إلا في العراق فالمسئول يرى نفسه سيدا ويرى في الشعب مجرد عبيد.
أما المسئول في العراق فخلاف ذلك تماما فمهمته تحقيق مطامعه الشخصية ومنافعه الذاتية وهدفه ان يجعل من الشعب خادما له يصفق له ويهتف باسمه ويضع الشعب تحت قدمه فيرى راحته في تعب ومعانات الشعب وسعادته في شقاء الشعب وكل ما يبتغيه ويريده هو جمع المال الأكثر في وقت أقصر.
لهذا تراه يزداد ثروة وتخمة والشعب يزداد فقرا وجوعا فمجرد جلوسه على كرسي المسئولية تفتح كل أبواب الثراء والقوة والنفوذ ويتحول من حال الى حال وحسب الطلب فكل ما يتمناه ويرغب به يصرخ بين يديه لبيك خادمك بين يديك من قصور وعقارات وسيارات مختلفة وخدم وحشم وعبيد وحماية وشهادات علمية مختلفة ونساء بألوان مختلفة من بلدان عديدة وحياة راقية بحيث لا يرى صراخ الشعب الجائع ولا معاناته ولا يسمع أي شي ان هذه الحياة التي يعيشها تجعله يعتقد ان الشعب يعيشها.
هذا ما أكده أحد المسؤولين في لقاء معه عندما رد على سؤال هل في العراق فقر فقال لا يوجد في العراق فقر ولا فقير وأخذ يعدد عطايا ومكرماته على الشعب العراقي لأنه لا يعرف معانات ومتاعب المواطن العراقي لأنه مشغول بجمع المال الوفير الذي يحصل عليه.
لهذا لا وقت له لرؤية الفقراء الذين يزداد عددهم بمرور الوقت ولا حتى سماعهم بل يرى ذلك مؤامرة لأخذ الكرسي الذي يستحوذ عليه والمال الذي يصبه عليه لهذا قال لا فقر ولا فقير في العراق كل شي يحصل عليه بدون ثمن الماء الكهرباء العلاج التعليم لأنه لا يرى ولا يسمع شي عن معانات الشعب وإتعابه فالقصور الشامخة والسيارات الراقية تمنعه من رؤية معانات الشعب وسماع أنينه وصراخه فشغفه في الحصول على المال على النفوذ على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا ودولارات تعمي بصره وبصيرته.
لهذا يتطلب من شعبنا ان يلغي امتيازات ومكاسب المسئول وتقليل راتبه وإلغاء التقاعد وكل من زاد ثروته خلال تحمله المسئولية فهو لص وفاسد وعلى كل من يترشح للمسئولية ان ينشر برنامجه خطته على الشعب التي سيقوم بتنفيذها بتنفيذه عندما يفوز بالانتخابات وعلى الشعب ان يكون حذرا يقظا من المرشح الذي يوزع الهدايا والمكرمات أعلم ان هذا لص فاسد يريد ان يخدعك فيسرق مالك ويغتصب عرضك ويهين كرامتك ومن حقك ان ترفضه بقوة وبأي طريقة.
أما آن الأوان ان يشعر المسئول إنه خادما للشعب وإن الشعب هو السيد وإن الشعب اختارك من أجل ان تخدمه لا ليخدمك وان تحقق رغباته وطموحاته لا من أجل تحقيق رغباتك وطموحاتك وإن تضعه على رأسك لا تضعه تحت قدميك من أجل هذا اختارك وهذا كان قرارك عندما رشحت نفسك فاذا عجزت يقيلك وإذا قصرت يحاسبك.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha