عبد الرحمن المالكي ||
انتشرت في الآونة الاخيرة الحفلات الجماعية في بغداد والتي عرف عنها بالانحلال الاخلاقي و الابتعاد عن الاعراف والقيم العراقية الاصيلة ضمن سلسلة حفلات متتالية لتمثل مشروع متكامل يستهدف مكون المجتمع العراقي من الناحية الاخلاقية , وكان اخرها الحفلة التي اقيمت في بغداد وتحديداً في مدينة العاب السندباد .
تلك الحفلة التي صرفت فيها ملايين الدولارات بدل ان تعطى للفقراء والمساكين او تشغيل الشباب العاطلين قد تم صرفها الى شخص جاء من مصر ليغني ويرقص تكثر فيها حالات التحرش الجنسي وشرب الخمور ولترمى عليه الساعات ويسلمونه الورود وكأنه هو الذي جاء بالامل لهذا الشعب المنكسر .
محمد رمضان المغني المصري الذي يعتبر من حثالات الشعب المصري حيث يوجد له مقطع يمدح فيه الطاغية المقبور , والذي لاقى تقديراً من قبل بعض من حضروا الحفلة , هؤلاء الذين يمثلون قاع المجتمع والعَينة في الانحطاط وقلة الحياء .
كيف يمكن لرجل ان يصرف ماله الحلال في مثل هكذا مناسبة , ام ان المال الحرام لا يصرف الا في مواضع الحرام ؟ اين الغيرة لرجل ان يأتي بزوجته او احدى محارمه ليضعها امام شخص عاري ؟
وانا اتساءل ان الشعب المصري يمتلك تجارب ناجحة كثيرة , لماذا يصدرون لنا التجارب السيئة ؟
من الناحية العرفية , ان الرقص الجماعي والغناء والتحرش والظهور بشكل عاري والتأخر الى ما بعد منتصف الليل ظاهرة معيبة يرفضها المجتمع العراقي الاصيل المحافظ والذي يحوي على قبائل عربية اصيلة ومتمسكة .
من الناحية الشرعية , يعتبر الرقص الجماعي وشرب الخمر والتحرش والاختلاط الجنسي محرم .
من الناحية القانونية , تعتبر اقامة تلك الحفلات الجماعية في الاماكن العامة جريمة يعاقب عليها المجني وفق قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969م , حيث تقول المادة 404:
"يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة او بغرامة لا تزيد عن مائة دينار كل من جهر بأغان او اقوال فاحشة او مخلة بالحياء بنفسه او بواسطة جهاز الي وكان ذلك في محل عام "
ومدينة السندباد هي حديقة عامة تابعة لأمانة بغداد ويديرها مستثمر وهذا لا يعني انه ملك خاص صرف .
وخلال ايام استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) انبرى اول الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر الشيخ جعفر الابراهيمي عبر المنبر الحسيني الشريف وخلال خطابه في ايام الليالي الفاطمية حيث انتقد هذا الامر و وجه ان تلغى مثل هكذا افعال مخلة بالجو العام ومخالفة للدين الاسلامي والذي يعتبر الدين الرسمي للبلد كما صرح الدستور .
تضامن معه الكثير و خلال ذلك اوعزت المرجعية الدينية في النجف الاشرف ابناءها لرفضت تلك المظاهر حيث قام هؤلاء الغيارى على دينهم من شيوخ عشائر ونساء ونخب اجتماعية و رجال دين وشاب واطفال من الذين يمثلون الاغلبية في هذا البلد بإقامة وقفة احتجاجية سلمية حققت ثمارها في اسرع وقت مادامت تمثل انتصار للسيدة الزهراء ( عليها السلام ) حيث قامت ادارة السندباد بنشر بيان يتضمن اعتذار و عدم تكرار مثل هكذا افعال ونحن بدورنا نثمن هذا القرار الذي اتخذته الادارة ونتمى عدم تكرار مثل هكذا امور .
عظم الله اجورنا واجوركم ونحن نعيش ايام الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام) اول من طالبت بحقها واحتجت على السلطات المتحكمة انذاك , نسأل الله تعالى ان تكون لنا خير قدوة في الدنيا وخير شفيعة لنا في الاخرة .