عبد الحسين الظالمي ||
قد يرى القارىء الكريم غرابة في العنوان ولكنه استعاره ارى انها تنطبق من وجهة نظري على ما يحدث بالعراق الان .
العراق بلد حضارة وقيم ومقدسات وفيه تعدد نوعي على مختلف المستويات وهو كما يقال فسيفساء جميله يكمن جمالها بتجانس الوانها
وترابطها لتكون واحدة مكمله للاخرى وليس مهدمة لها او مهدده لوجودها او تريد الطغيان على من حولها فهي جميلة بشكلها المتكامل .
العراق جميل بتنوعه واختلافه. و يبقى جميلا بشرط ضبط ذلك الاختلاف وتحديد مساحته حسب قاعدة (وجود الشىء من وجود اجزاءه) .
عندما يصبح الاختلاف سببا لتناحر تصبح قطع الفسيفساء متناثره منظرها قبيح ومصيرها الخراب والتدمير وكل قطعة منها في واد .
لسنا في صراع من اجل نفي الاخر لا فكريا ولا عقائديا ولا حتى سياسيا لان ذلك يعني دمار الكل وخسارة الكل ، وكل من يحاول بطرق غير سليمه ان ينال من الاخر تحت اي ذريعة خارج حدود المنطق والذوق واطر الحرية والدين والاخلاق فهو انما يحفر بئر لنفسه قبل غيره .
العراق عراق الجميع بما تعني هذه الكلمة من معنى ولكن على الجميع ضبط حدود التلاقي
والافتراق. وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والاخلاقية والعقائدية والمذهبية والقومية .
اثبات الوجود على حساب مساحة الاخرين هو تجاوز مهما كان الدافع والتجاوز مرفوض ، نعم انت حر ولكن لحريتك حدود في كل مجالات الحياة سوى عمل الخير لا حدود له الاما وقع ضررا من غير مستحقيه ، ولهذا نقول ان تجاوز حدودك بحفر بئر للاخرين فهو مصيرك الذي سوف تكون اول من يسقط فيه وهذه هي مشيئة القدر .
تجاوز حدك السياسي هو دكتاتوريه وتجاوز حدودك الاخلاقية هو فسق وفساد وتجاوز حدودك بالنصح والاصلاح في غير محله ربما ينقلب افساد ، تجاوزك حدود حريتك الدينية والاخلاقية هو سيف تقتل به الاخر فلا مجال لك ان تقتل بدون ان يقول لك الاخرين قف عند حدودك .
الصراع الذي تدور رحاه تحت الرماد سوف يشعل نار تاكل حطب الجميع وربما حتى اخضرهم .
لذلك نقول لمصلحة من تشوه سمعة العراق ؟
ولفائدة من يسعى البعض لنشر الفساد الذي تجاوز حدود الفساد الاداري والمالي واصبح مشروع فساد اخلاقي ولمصلحة من نحد سكاكين ذبح العراق !!وللاسف اقول بعد ان حقق مشروع الافساد (الجزء الاول )وهو اشاعة الفساد الاداري والمالي
اغراضه ودمر قواعد الثقه بين طبقات الشعب المختلفة بغض النظر عن من وضع الطعم ومن
اكله ومن ساهم في نشره جاء دور الجزء الثاني وهو الفساد الاخلاقي وتفكيك عرى المجتمع في نقاشات وتناحر هو في غنى عنها وبدلا من ان تنصب الانظار على مستقبل الاجيال وبناء الوطن. اصبحنا مشغولين بمكافحة المخدرات وزالة اثار الخلافة وبدلا من ردم حفرة الفساد المالي والاداري اصبحنا نخشى فسادا من نوع اخر كان لوقت قريب خط احمر .
نحن دوله لها تاريخها دوله فسيفساء جميل لسنا دولة ردكالية وفي نفس الوقت ليس دولة
هر ج ومرج ومجون ونفلات فلا دكتاتوريه مهما كان نوعها ولا انفلات ومجون وتجاوز حدود الذوق العام . بلد المقدسات هو بلد الحرية التي ضحى من اجلها الحسين ابن علي لا الحرية التي ينشدها مروجين المجون والمخدرات ولا دولة الخلافة والردكالية التي ينشدها من اسس داعش واخواتها .
ديننا الاعتدال والوسطية وحريتنا الذوق والانضباط والالتزم القيمي . ديننا حريتنا وحريتنا قيمنا واخلاقنا وسلوكنا المنضبط .
نحذر من اشاعة الفساد والتحلل كما اشيع الفساد المالي والاداري والذي فعل فعلته .
والان جاء دور الضربة الاخيرة لان ذلك اخر مرض يسري في جسد الامة ومن بعده الموت والهلاك والبلاء الكبير وعندها لادين ينفع ولا حرية تحمي من نار سوف تحرق الجميع.
الكل على ظهر سفينة واحدة ليس من المنطق
والمصلحة ان تخرق السفينة بحجة الحرية والا من المنطق والصواب ان لا تسمح للاخر ان يكون حر كما خلقه الله سبحانه وتعالى اذا كانت الحرية ( حرية الكرامة والعزة ).
بالامس القريب والازال العالم باجمعه تحت وطىء كورونا حتى وصل الحال ان الغرب ينادي لاسبيل الا سبيل السماء فاين السماء مما نفعل الان ؟ وهل كورونا عنا ببعيده اتقوا الله وعلموا جميعا ان ضربة السماء مميته وعندها لا ينفع الندم . بالامس كان الخوف سيد الموقف واعزائنا يغادرون واحد بعد الاخر وقد عجزنا حتى من موارتهم الثرى او تشيعهم بل حتى وداعهم او الاقتراب منهم فما الذي حدث حتى ننسى ونحد السيوف بعضنا على البعض الاخر ؟ ومن ارتضى لنفسه او تصور انه خارج سفينة نوح لانه خارج الحدود انصحه ان يقرء قصة ابن النبي نوح امام قدرة السماء وان يتذكر القول المأثور ( من حفر بئر لاخيه وقع فيه ) . ناهيك عن من هم على ظهر السفينة . والله المستعان .