المقالات

تعريف جديد للخيانة..!

1432 2021-12-16

  حافظ آل بشارة ||   حافظ آل بشارة || لماذا لا ينتظر الناس تشكيل الحكومة باهتمام وترقب ؟ لماذا يتفرجون على المشهد السياسي ببرود كمن يتفرج على قصة تدور في بلد آخر وفي زمان آخر ؟ انهم غير عابئين بما يجري لأنهم لا يتوقعون تغييرا في احوالهم ، ولا استجابة لمطالبهم ، ويوما بعد آخر يصبح الناس متأكدين ان النظام السياسي الحالي لا يمثلهم ولا يمثل ارادتهم ، ولم يأت هذا العلم عن فراغ بل عن تجربة مؤلمة ، فقد مرت اربع دورات نيابية كانت متشابهة في توزيع السلطات وفي الوجوه التي تتقدم المشهد ، ومتشابهة في طبيعة المشاكل التي تواجه البلد ، فالازمات تتكرر والحلول غائبة ، وعندما تمضي اربع دورات متشابهة يصبح من العبث ان يتوقع الناس اي تغيير في الدورة الخامسة ، بالعكس فالشعب يعرف بوضوح ان كثيرا من الأزمات تسير نحو الأسوأ ، خاصة الازمات الاقتصادية والاجتماعية وهناك خط انحداري منتظم لهذه الازمات منذ 2003 لغاية اليوم ، ربما يتعلق الأمر بطبيعة الاحتلال الذي يمسك بهذا البلد ، فهو احتلال على الطريقة القديمة التي تعود الى اربعينيات القرن الماضي وما فيه من العنف والهيمنة العلنية والنهب المنظم ومصادرة السيادة ، بينما العالم الآن يعيش الاحتلال الحديث الخفي الذي يترك لأهل البلد حرية البناء والتطوير والتنمية ، وترديد الاناشيد الوطنية ، والتغني بامجاد الاجداد وبطولاتهم ومعاركهم ضد الاستعمار .  خلاصة القول ان الدورات النيابية الاربع السابقة شهدت دخول الرجال المخلصين والشرفاء الى العملية السياسية تحت عنوان (المقاومة السياسية) اي اختراق برنامج الاحتلال بفريق سياسي متماسك بنية انقاذ ما يمكن انقاذه او خدمة الناس او تمرير برنامج وطني للاعمار والتنمية الشاملة ، هذه الدورات الاربع البالغة حوالي 16 عاما تكفي هؤلاء أن يضعوا تقييما لمسيرتهم ، فان اتضح لهم انهم نجحوا واصبحت منجزاتهم واضحة للعيان فيجب ان يواصلوا المهمة ، وان تبين لهم انهم فشلوا فيجب ان ينسحبوا من هذا النظام الذي صنعه الاحتلال لحفظ مصالحه ، ولا يغطسوا في المستنقع اكثر ، ومن لا يقوم بجرد حساباته بهذه الطريقة فهو خائن ويمكن لكل مراقب ان يضع تعريفا جديدا للخيانة : (الخيانة هي ان تشارك في نظام الالعوبة بنية خدمة الشعب والوطن ، وحين تجد انك فشلت لا تنسحب بل تصر على البقاء لتتحول الى اداة من ادوات الاحتلال ، اي انه اخترقك بدل ان تخترقه واعد لك من الوثائق والصور والافلام ما يكفي لتفجير فضيحة مدوية تسقطك الى الابد). بامكان الآخرين الذين دخلوا العملية السياسية كشركاء واضحين للاحتلال او ادوات له او مرتزقة بثياب الزعماء ان يسجلوا انجازاتهم التي خططوا لها مسبقا ، البيوت والمزارع والسيارات والشركات والذهب والمجوهرات ، ثم يتوقفون قليلا عند الذي لحق بهم من سكري وضغط وعجز القلب لينغص عليهم التمتع بما كسبوه ، فلا دنيا ولا آخرة ، ولا يقع في هذا الفخ الا الاغبياء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك