ضحى الخالدي
لا تدخلوا الصرح الملائكي المقدس إلا بعد أن ترددوا: اللهم صل على محمـد وآله محمد وعجّل فرجهم.
فأبَوايَ جمالٌ في جمالٍ؛ دنيا وآخرةً.
أنظروا ضريح العشق والعناق الأبدي، بياض في بياض كشيبهما، كقلبيهما، كسيرَتِهِما، وأنا كشعبي كسيرَتُهُما.
ما أذكى المهندس الذي صمّم ضريح المجد هذا، وما أرهف حسّه!!
لاحظوا اللون الأبيض المستلهم من بياض شيبة الحشد والحمد؛ وتعشيق الأناقة بالبساطة المستمَدّة من بساطة الشيبة المقدسة، وتواضعها، وأناقتها، وجمالها.
هنا في صرح الخلود هذا بقايا جمال، وشيء من قاسم؛ إثنان في واحد، وجاء ذكاء المهندس مصمم المشروع ليذكّرنا دائماً بعبقرية المهندس، مهندس المقاومة، ومهندس الحشد؛ مشهد رائع يأخذ بالألباب ومجامع القلوب، يملؤها بالرهبة، ويعود بنا الى يوم أربعينيتهما حين أمطرت السماء شيباً؛ كانت السماء تبكي وفراً لتذكّرنا إن نسينا، وتواسي جرحنا الغائر.
هذه الروضة البيضاء قطعة من جنان الشهداء والصدّيقين، لا بالفخامة والتعقيد والترصيع بالذهب والفضة والماس، بل بما تلقيه في روع الناظر والزائر من الروحانية والنقاء والصفاء والبراءة وطيب النفس الأبية، ونظافة ذات اليد من الدنيّة، فسلام الله دائماً أبداً ما اتصل الليل بالنهار عليكما وعلى أصحابكما.
سلام الله على الشيب الخضيب
سلام الله على الأجساد المقطّعة
سلام الله على بياض الشعر عمراً من الجهاد الأصغر والأكبر.
سلام الله على بياض القلب الذي ليس له شبهٌ ولا نظير.
السلام عليكما يا سيّديَّ وأبَوَيَّ وقائِدَيَّ ورحمة الله وبركاته.