المقالات

الهوية الفيلية والحفاظ على المستقبل السياسي


  عبد الخالق الفلاح ||   نحن الفيليون في هذه المرحلة يتوجب علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا وإعادة صياغة أنفسنا ونسعى إلى خلق فضاء ثقافي وأدبي جاد، وفاعل، محاربة جميع أشكال التطرف والغلو والتفرقة المذهبية والنظرة المناطقية الضيقة واحترام النظام والالتزام بالقانون والدفاع عن ثوابتنا وحمايتها والحفاظ عليها والبحث عن هويتنا الحقيقية وإعادة قراءة هذه الهوية كفعل غير قابل للتأويل في هذه المرحلة كونها تعد ضرورة بقائها حيث يؤكد الكثير من المفكرين والباحثين في الفترة الأخيرة أن الهوية الثقافية ستكون الحراك الأساسي للأحداث السياسية في المستقبل ويجب أن يكون هناك اهتمام بالغ بموضوع الهوية الفيلية للاجيال المتلاحقة وبيان أهمية عوامل الولاء والتماسك الاجتماعي وتنمية الولاء وهو يعد العامل الأهم والاسمى و يمكن تنمية الولاء عبر تنشئة الأطفال وتشجيع الشباب على قراءة سير الأبطال وقصص الشهداء العظماء الذين قدموا التضحيات من أجل هويتهم وابعادها عن الزوال والمحو والذوبان في الهويات الاخرى التي نعتز بهم ونجلهم كشركاء لنا في الحياة و دون أن يعني ذلك الانغلاق على الآخر والانكفاء حول الذات بل يتعين تأكيد التراث من جهة وتحديد التعامل مع الآخرين، المقصود بالهوية في معناها العام، ذلك الشعور الجمعي المشترك والشامل للمواطنين من اي جماعة وفي اي بقعة يعيشون عليها، الذي يقرّبهم من بعضهم البعض، ويولد لديهم حسا بالانتماء لتلك الهوية التي ينتمون اليها، ويعزز الحاجة المشتركة للتعايش معا الى حد ربطهم بمصير واحد، وهو شعور يولد في ادنى درجاته احساسا بالاختلاف عن المجموعات الاخرى و برابطة قوية اقوى من عوامل التمزق والاختلاف مهما تعددت اصنافه، سواء كانت عرقية او دينية أو قبلية او غيرها. إنّ للوعي بالهوية الفيلية والالتزام بها آثار عظيمة، تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام، ولا سيّما متى ما قام كل إنسان يشعر بها بواجباته  تجاهها خير قيام، في ثمرات ذلك أكثر من أن تحصى، تتمثل قوة في النسيج الاجتماعي، تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين، ونهضة في العلم والمعرفة، في شتى المجالات، وحدٍّ من الأمراض، وقوة في الاقتصاد، واستغلال جيد للعقول المبدعة، والتطوير الدائم وبناء وحدتها، ولحوق بركب الحضارة، بل ريادة في مصاف الأمم، وهيبة لكل فرد منهم ، إذا اعتز الكل بهويته ، وأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير عنها.   ان الهوية لا تنشأ من فراغ، ولا هي بالقضية الهينة التي يمكن التفريط فيها، او إلقاء مسؤولية أبنائها وتعزيزه على جهة مجهولة، فهي تدخل في صميم عمل تلك المجموعات وفي مقدمة اجندتها، وفي إعلامها التي تقف من اجل رفعتها.ولابد أن تكون لها ولابد عملية اعلامية رسالية صادقة تعمل بإسمها و تكون هناك وقفة جادة من قبل مثقفيها من جهة ومن المؤسسات التي تتحدث عنها و بإسمها  من جهة اخرى على ان تكون مستقلة  في الدفاع عن تلك الهوية ، حتة وان كانت تحمل أفكار وأيديولوجيات سياسية  أخرى ويلزم ان تقدم هذه الأطراف نماذج نابعة من الثقافة الخالصة ويجب ان تقوم بدورها في التوجيه والتربية والتنشئة حتى يعرف الشباب تلك الهوية  والتمسك بها بحلوها ومرها. ولو تحدثنا عن عن إنجازات الثقافة الفيلية  والانتظارات منها نراها انه ومع الأسف لازالت غير كافية وتدور في فلك تلك الايديلوجيات المختلفة و تبعا لسياسة الأهواء والدوافع الشخصية فيصنع كلاماً  يتلقاه مفبركة الأحداث والأخبار، ومضخم الأحداث وبعض القنوات التي تقتات على التزوير والأكاذيب، توجهها لمن لا يفكر ولا يقرأ وازدادت الكتابات والمقالات  في مرحلة ما بعد السقوط وأصبح الكل يحلل وفق مفهوم الانتماء السياسي  للكاتب لا من أجل الدفاع عن الهوية  وازداد المثقفون انقساما وشتاتا وضياعا،، فهل. ستنجو الثقافة الفيلية في زمن الضياع، ضياع الهوية والتاريخ والمدن والأحلام؟ وتخلخلت الثوابت ولكنها لم تندثر وانما اصبحت في مرحلة الخطر،  وتحتاج الى تلك المراجعات الصحيحة ، التي نحن في أمسّ الحاجة إليها لنستوعب ما حدث ويحدث، ونعيد تسمية الأحداث والأشخاص بأسمائهم الحقيقية، و التي اخترعوها لنا و يبدو أن الثقافة  الفيلية لم تُفهم حتى من قبل كتابها الذين اختفوا عن الدفاع عنه بشكل جيد ، أو لم تعبر عنه جيدا وخصوصا في تلك اللحظات المفصلية التي تهدد وجوده وكيانه ككل ،و لم نعرف بعد أين يكمن الخطأ.    عبد الخالق ياره الفلاح - كاتب واعلامي فيلي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك