المقالات

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي..تاريخ وهوية

2008 2021-12-13

 

قاسم آل ماضي ||

 

لاشك ان استشهاد المرجع الديني ومفجر الوعي الاسلامي في العراق، وقائد التحرك الميداني ضد دكتاتورية السلطة والحزب العفلقي الفاشي، الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره" في نيسان عام 1980م قد ترك فراغا كبيرا في قيادة الحركة الميدانية والسياسية للساحة الاسلامية العراقية، وهذا هو الذي كان يستهدفه النظام الدموي نظام صدام حين اقدم على تصفيته...

 من هنا كان ينبغي التحرك بسرعة لملئ الفراغ الذي ازداد الاحساس به بسبب تطورات الاحداث، وتصاعد وتيرة التصفيات لرموز التحرك الاسلامي من علماء دين ومثقفين رساليين ومجاهدين مخلصين، وا شتداد هجمة النظام لتصفية بؤر المعارضة، وتوالي التداعيات الاخرى التي ادت الى توتر الاوضاع السياسية والداخلية والاقليمية، حيث كان ذلك احد اسباب نشوب الحرب التي فرضها صدام على ايران الاسلامية بأمر من اسياده وانطلاقا من نزعته العدوانية ومن منهجه في نقل مشكلاته الداخلية الى الخارج.

وفي هذا الظرف الحساس تنادى المجاهدون العراقيون من علماء وحركات ورموز اسلامية في حركة جادة ومتواصلة لايجاد بديل قيادي للساحة الاسلامية العراقية بمستوى الاهداف والطموحات، وشهدت ساحة المعارضة الاسلامية في خارج العراق بعد ان تعذّر وجود البديل في الداخل بسبب القمع وبعد استشهاد المرجع السيد الصدر (رض)؛ حركة دؤوبة لايجاد البديل القيادي، فمن تشكيل مجلس العلماء للثورة الاسلامية الى تأسيس الجيش الثوري الاسلامي لتحرير العراق، الى تشكيل جماعة العلماء المجاهدين في العراق، ثم ايجاد مكتب الثورة الاسلامية في العراق..

 الا ان هذه التشكيلات جميعا كانت تواجه مشكلات عديدة، من اهمها انها كانت دون طموح الساحة، ولهذا اصبح من الواجب انبثاق كيان اكمل واشمل ويحضى بالشرعية، يتحمل جميع المنضوين فيه مسؤولية التصدي لمثل هذه المهمة التأريخية.

وبعد ابحاث متعددة، ومداولات مستمرة بين جميع اطراف الساحة السياسية والعلمية العراقية، تم في النهاية تبني تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في شهر شوال 1402. وفي الاول من صفر 1403

(17تشرين الثاني 1982) اعلن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في مؤتمر صحفي موسع تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ليكون كيانا قياديا لادارة الثورة الاسلامية في العراق، يستمر في تحمل مسؤولياته حتى الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، ثم يترك الامر بعد ذلك للشعب العراقي في اختيار نظامه السياسي المناسب له من خلال الانتخاب الحر المباشر.

ومنذ انطلاقته، واصل المجلس الاعلى مسيرته المباركة مستعينا بالله تعالى، ومستندا الى ارادة الشعب العراقي من اجل جمع الطاقات بأتجاه العمل المشترك في مشروع سياسي للتغيير في العراق، ضمن تعهّد واتفاق الاطراف الداخلة فيه للعمل المشترك. وفي هذه المسيرة اجتاز مراحل عمل، قدّم فيها جهودا مشهودة على كافة المستويات، وحقق في هذا الصعيد اعترافا دوليا واقليميا متميزا، واصبح رقما اساسيا في الساحة السياسية للمعارضة العراقية، اذ تمكن ولله الحمد، في مرحلة عمل المعارضة العراقية ضد النظام الدكتاتوري من تأسيس قوة عسكرية مجربة وكفوءة ومتميزة ومنظمة متمثلة في فيلق بدر الظافر... وبعد اسقاط النظام المقبور انتهت مهمته العسكرية بوصوله الى هدفه، وتحول الى منظمة مدنية لحفظ الامن والدفاع عن مكاسب الشعب وتطويرها نحو الهدف النهائي بتحقيق الحرية والعدالة والاستقلال للعراق.

يتساءل الكثير من المهتمين بالتعرف على تشكيلات الساحة السياسية العراقية والاسلامية منها خصوصاً عن طبيعة تشكيل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وهو أسمه الذي اختاره الشعيد السيد محمد باقر الحكيم "رض"، بعد زوال نظام صدام وقيحه..وهل هو حزب حسب الصيغ المعروفة، ام تنظيم على شكل اخر، ام مؤسسة واطار اتحادي. ونتوصل الى أنه كيان سياسي عراقي اسلامي مستقل، يضع نفسه بمثابة الاطار الذي ينفتح على كافة الاحزاب والتنظيمات والشرائح العراقية (الاسلامية خاصةً)، ويعمل في ظل المرجعية الدينية  المتصدية للشأن العراقي بأتجاه الاهداف الدائمية والمرحلية وشعار المجلس الاعلى هو الحرية والاستقلال والعدالة للعراق.. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك