هادي بدر الكعبي ||
أولا/ التوقيت:
1- جاءت الكلمة متقاربة قبل الإعلان عن خروج القوات الأمريكية القتالية من العراق وهذه المقاربة الزمانية تستدعي عدم الشك بأن الكلمة بكافة تفاصيلها تدخل في إطار من لا يبحث عن أي مساحة من التفاهم مع الامريكان الآن أو لاحقا وتذكرهم بأن المقاومة قوة قادرة على تعكير وجودهم في حال الإصرار على البقاء في العراق وعدم الخروج منه سريعا.
2- أظهر توقيت صدور الكلمة بأن كافة المساعي التي بذلت من قبل الأطراف الحكومية والسياسية مع الامريكان كانت غير مجدية وهي مضيعة للوقت كونهم لا يحترمون السيادة ولا يعترفون بالسلطة العراقية وبالتالي فإن خيار المقاومة الذي يعيد السيادة والكرامة المنهوبتين إلى العراق هو الخيار الأمثل الذي يفهم الأمريكي جيدا.
3- جاءت الكلمة بعد مشاهد الانقلاب السياسي بالعملية السياسية و بعد تصريحات البنتاغون بأن القوات الأمريكية ستبقى في العراق لتؤكد جهوزية المقاومة وقدرتها على تعطيل كل المسارات ومواجهة كافة الادوات التي انشأتها أمريكا في العراق.
ثانيا/ التحليل:
1- أظهر سماحة الشيخ الكعبي عن وجود عدم جدية لدى بعض الأطراف الفاعلة في المشهد العراقي بالحفاظ على سر قوة التشيع الأساسية الا وهي{الحشد الشعبي وفصائل المقاومة} حيث اوصل بكلمته هذه إشارات بأنه لا يؤمن بالاستراتيجية التي وضعت للحشد الشعبي وفصائل المقاومة من قبل تلك الاطراف التي تحاول إحراق ورقتهما في الصراعات السياسية كون الأمر فيه مضاعفات خطيرة.
والشيخ في هذه الرؤية بالذات كأنما يريد ان يرسم فواصل بين رؤيتين موجودتين داخل الساحة السياسية ويبين موقفه الثابت ومنهجه الخاص بازائهما.
2- عكست الكلمة القدرة والقوة التي تمتلكها فصائل المقاومة في التصدي للوجود الأمريكي بأن لديها القدرة على منعه من الدخول إلى كافة المساحات ولاسيما المنطقة الرخوة في الواقع الشيعي المنقسم على أكثر من جهة وبالتالي استطاع سماحته أن يرسم مديات المساحة التي سوف يشتغل عليها لاحقا في المشهد العراقي.
3- وجود الفصائل المستحدثة أثناء الكلمة كأنما هو إعلان عن ولادة جبهة جديدة للمقاومة غير مقيدة سياسيا بتوجهات القوى السياسية العاملة في المشهد السياسي، وهي جبهة تقف بالضد من الوجود الأمريكي وتتبنى مقاومته وبكافة الإشكال.
4- أراد سماحة الشيخ أن يمرر رسالة مهمة للشعب العراقي وهي أن من يقوم باستهداف هذا الشعب ليس جهة واحدة وليست جماعة معينة بل هناك جهات متعددة ومنها{ امريكا،ممثلة الأمم المتحدة،الإمارات،السعودية،اسرائيل} وهذه الجهات تتوزع بين من يخطط ويمول وبين من يدعم إعلاميا وبين من يقوم بأدوار أخرى.
5- يقدم سماحة الشيخ الدعم الكامل للمقاومة في ضرورة الاستمرار على نهجها الذي انتهجته وصولا إلى خط النهاية المنطقي الذي لم يتم بلوغه لحد الان والمتمثل بخروج كافة القوات الأجنبية من البلاد.
6- جاءت كلمة الشيخ لتعيد تشكيل خارطة المفاهيم والتصورات داخليا بأن المقاومة في العراق تقف على مسافة واحدة من الجميع وهي المعبر عن واقع الأمة وهي لا تحسب على طرف سياسي أو حكومي لكي تكون حرة في تبني خياراتها الداخلية والخارجية ولاسيما اتجاه القضية الفلسطينية والقدس كونهما في صلب وجدان المقاومة والمقاومين.
7- أكد سماحته على عدم القاء سلاح المقاومة كون التهديدات الأمريكية والارهابية مازالت تهدد الوجود الشيعي وهذا يستدعي الإبقاء على خيار المقاومة لدى اطراف من حركات المقاومة وعدم انغماسها في العمل السياسي وجوزيتها للتصدي للتهديدات الإرهابية.
8- برع سماحة الشيخ من خلال التأكيد على بيان أصل مشاكل البلد وازمته التي يعيشها منذ سقوط النظام إلى يومنا هذا الا وهو الاحتلال الأمريكي ليتمكن سماحته بذلك من إعادة التوازن إلى المشهد ويقلل من أخطار محاولة نشر وتسييد العداء للوجود الإسلامي في العراق.
9- يعلن الشيخ من خلال كلمته عن تحمل مسؤوليته كقائد وكحركة بوصفها أحد أقطاب فصائل المقاومة في توضيح دورها وحسم موقفها من الوجود الأجنبية في العراق فضلا عن تذكير الاحتلال الأمريكي بأنه سيدفع الثمن غاليا بسبب ارتكابه المجازر بحق قادة النصر الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وسائر الشهداء.