د. هيثم الخزعلي ||
من يتصفح تاريخ الإسلام يوقن ان الإمام الخميني رض ليس له نظير بين كل عظماء علماء اهل البيت عليهم السلام..
مثلما يوقن بأن لا نظير لمجاهد كالشهيد القائد (قاسم سليماني ) حتى نعته المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني دام ظله، ب( لواء الإسلام)، في بيان نعيه بعد شهادته...
وهذا له من الدلائل الكبيرة التي يطول شرحها، فأولا ان من أطلق هذه التسمية ليس شخصا عادبا يلقى الكلام على عواهنه، بل ربما هو واحد من أهم مرجعيتين في العالم الإسلامي اليوم، سماحة السيد السيستاني...
ودلالة رمزية اللواء(العلم ) لكل قوم وكل أمة، وما يعنيه من رمزية عزتها وانتصارها، وبوصلة اتجاهها في المعركة، ونسبة هذا اللواء للاسلام (لواء الإسلام ) شئ كبير وفريد جدا، وليس من السهل ان يحمل هذا اللقب اي شخص، فكيف اذا كان من أطلق اللقب المرجع الديني الأعلى دام ظله؟
حاج قاسم الذي قضى حياته ونذر نفسه للدفاع عن الإسلام والمسلمين، منذ حرب البوسنة ودفاع الجمهورية الإسلامية عن المسلمين في البوسنة، وذهاب ٣٠ الف مقاتل من الحرس الثوري على رأسهم حاج قاسم لإيقاف المجازر في البوسنة.
ثم تواجده مع المقاومة في حرب٢٠٠٠ و٢٠٠٦ في لبنان، وجهوده لدعم المقاومة في فلسطين وابتكاره لفكرة الإنفاق مع الحاج عماد، وتطوير قدرات المقاومة في فلسطين.
وتفانيه في الدفاع عن السيدة زينب وحماية الشعب السوري من العصابات الإرهابية وافشال مخطط تدمير سوريا، ثم ما فعله في العراق ودوره الفريد والاستباقي لحماية العتبات العاليات.
وحماية الشعب العراقي في حربه ضد داعش، حيث سارع بنقل السلاح لمجاهدي الفتوى المقدسة، ونشره المجاهدين الذين جاءوا معه من لبنان وايران كمستشارين وقادة ميدانيين.
وإحضار صواريخ الكورنيش، التي أوقفت السيارات المفخخة، وكان مع شقيقه ابو مهدي كتفا لكتف، لم يغمض لهما جفن وهم يجوبون جبهات القتال حتى تحقيق النصر.
مع انشغال حاج قاسم بحماية المدنيين في سوريا والعراق، ورعايته لمحور المقاومة امام مصاصي الدماء من الامريكان والصهاينة وارهابهم الداعشي.
كل ذلك جعل العدو يشعر بأن حاج قاسم سبب رئيسي بافشال مخططاتهم، وأهمها مخطط داعش.
فقرروا اغتيال الحاج قاسم بعملية جبانة، تعبر عن خستهم وعجزهم عن مواجهته في جبهات القتال، وكانت إرادة الله أن يستريح الحاج قاسم بعد هذا العمر من الجهاد في جنان الخلد، فلا يليق به آن ينهي خدمته متقاعدا كأي شخص عادي.
وكانت إرادة الله أن يكرمه بالشهادة مع توأم روحه ابو مهدي المهندس، فكانت شهادتهما فريدة على يد أشر خلق الله.
ومما تفردا به أيضا صلاة المراجع عليهما قدس سرهما، وتشييع مهيب يشابه تشييع الإمام الخميني رض، وتلقفتهم المدن بالزهور وهم ينقلون جثامينهم من مدينة الي أخرى..
ومضى الحاج قاسم وروضة النجف ضمت جزءا من جسده مع شقيق روحه ابو مهدي المهندس، وروضة كرمان ضمت كلاهما، كأنما تتنافس بقاع الأرض لتضم هذه الأجساد الطاهرة، ويحضرني قول أبي تمام :-
مضى طاهر الاثواب لم تبقى روضة
غداة ثوى الا اشتهت انها قبر
١٠١٢٢٠٢١