المقالات

قليل من الدنيا كثير من الانحراف..!

1428 2021-12-07

 

مازن البعيجي

 

عندما يفرغ قلب الإنسان وروحه من الأهداف العليا الإلهية التي هي محل تكليفه وما مطلوب منه في الدنيا وفاءً للشرعِ الحنيف ، لا شيء يبقى عنده يمكن أن يلوي عنقه الشيطان من أن يقتحم قلاعنا وهدم أسوار حصانة أرواحنا، فتفتح له المسارح على مصراعيها بكل ألوان الإغراء والاغواء والتبرير لكل محرّم يزيّن له أنه شرعي صرف، بل يصبح مفتيه ومرجعه ليس العالِم بالحلال والحرام وإنما نفسه الأمارة بالسوء!

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يوسف ٥٣ .

ومن هنا تعاملَ أمامنا الخُميني العظيم بشكل حذر جدا من أن تخدعه المناصب والمغريات والأموال والحاشية، بل وحذر كثيرا من التعلق بها وطالما نبّهَ إبنه رفيق دربه والإشارة ايضا والكلام ونحن من نرفع الشعارات اليوم ونُثقّف على الالتزام وتطبيق الأحكام الشرعية في كل مِفصل من مفاصل الحياة والغاية من مضمونها - الشعارات - أخذ الناس إلى جمال الآخرة والاكتفاء من الدنيا بما يسدّ الحاجة والرمق من حلال طيب ذلك الذي كان عليه الأنبياء والمرسلين وآل محمد الأوصياء "عليهم السلام"

يقول الإمام(قده): «إلى ابن يتمتع بنعمة الشباب، متاحة أمامه فرصة لتهذيب النفس، وللقيام بخدمة خلقه ..أتحدث أليك الآن وأنت ما زلتَ شابًا، عليك أن تنتبه إلى أن التوبة أسهل على الشبان، كما أن إصلاح النفس وتربيتها يتم بسرعة أكبر عندهم، في حين (أنَّ) الأهواء النفسانية، والسعي للجاه، وحب المال، والغرور أكثر وأشد بكثير لدى الشيوخ منه لدى الشبان. أرواح الشبان رقيقة شفافة سهلة القيادة».‏

ويقول الإمام: «فاسمع يا ولدي العزيز الذي أسأل الله أن يجعل قلبك مطمئناً بذكره لنصيحة أبٍ قلقٍ محتار، ولا تتعب نفسك بالانتقال بطرق هذا الباب أو ذاك الباب، للوصول إلى المنصب، أو الشهرة التي تشتهيها النفس، فأنت مهما بلغت من مقام فإنك سوف تتألم وتشتد حسرتك وعذاب روحك لعدم بلوغك ما فوق ذلك... ولا تسع أبداً أثر طلب تحصيل الدنيا حتى الحلال منها؛ فإن حب الدنيا حتى حلالها رأس جميع الخطايا؛ لأنها حجاب كبير، وتشد الإنسان مرغماً إلى الدنيا الحرام».‏

فعلامَ تكذبون وعلى مَن؟!! وأيّ أمة تخدعون وانتم في قلب اختبار شديد لا ينجوا منه إلا المخلصون الصادقون!

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾.

آل عمران١٤

 

"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه"

مقال آخر دمتم بنصر ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك