المقالات

الثالوث يقتل العراقيين؟..

1254 2021-12-06

 

ا.د جهاد العكيلي/ كاتب وإعلامي عراقي ||

 

تطلعات الناس حق طبيعي في الحياة، وهي تُعد المؤشر الأساس لديمومة وجودهم وطموحاتهم لتحقيق حالة الإزدهار والنمو التي يصبون إليها ..

وقصة وحكاية ديمومة الشعوب المُتحضرة يُنظم شؤونها قانون ونظام  عمل، ويدبر شأنها حُكام أمناء يعملون على كسب رضا الشعب، وذلك عن طريق توفير أسس العيش السليم الذي يجعل الشعوب في أن تعيش بأمن وإستقرار، كتوفير رغيف الخبز والعِلم والصحة، ومن خلالها تنهض  الشعوب وتبنى الأوطان بناءً سليما مُعافى ..

أما حقيقة الواقع العربي فهي تختلف إختلافا كثيرا عن مثيلاتها في دول عدة، فحالة التراجع بطبيعة الحياة على سبيل المثال عند العراقيين، وفي مجالات شتى دفعتهم في أن يعيشوا تحت وطأة الفقر وإنعدام الخدمات الصحية وإزدياد الأمية بين  صفوفهم، فضلا عن إنحدار المستوى العلمي إلى أدنى مستوى ..

إن هذا الثالوث المُتمثل بتدهور الواقع الصحي وتفشي الجهل والجوع، إنما أخذ يُطبق على أنفاس العراقيين بعد عام الإحتلال الأمريكي للعراق  2003، ولم يترك لهم فسحة أمل في الحياة يتطلعون لها على الرغم من أن العراق عاش الحصار الأمريكي (1990 ــ 2003) لكن المؤشرات الحياتية الأخرى كانت غير معدومة بشكل كلي، لكن الأمل عند العراقيين صار مفقودا في وطننا حين تم تغيب الشرائع والقوانين التي تحميه وتضمن للعراقيين أبسط مستلزمات الحياة ومقوماتها، في حين أن هناك دولا أخرى لديها أقل الخيرات والثروات مقارنة بما يمتلكه العراق، لكن شعوب هذه الدول تعيش متنعمة بخيرات بلدانهم على قلتها بسب حنكة وإخلاص حكامها ..

أما في العراق فالشواهد والمؤشرات كثيرة تشير إلى أن صعوبات الحياة تضغط بقسوة على الشعب مع إتساع فجوة الفقر والجوع وتدهور الواقع الصحي بين صفوف أصحاب الدخول الواطئة أو بين صفوف الذين ليس لديهم فرصة عمل مع الغلاء المُتصاعد الذي صار يتحكم به سعر صرف الدولار، بمُقابل الفساد المُستشري في مفاصل الدولة العراقية ومنه  التعليم والتربية وإنعدام الخدمات الصحية، والتي أصبحت وسيلة من وسائل تدمير المواطن ليس إلا، فثالوث الموت وحده صار يفتك  بالعراقيين بعد أن عمَّ الجهل وتكاثر الأمراض الفتاكة التي صارت هي الأخرى أحد أهم أسباب الجوع وإستشراء الفقر مع فقدان الأسس السليمة لصحة الإنسان والحفاظ على بقائه ..

فهل يُدرك القائمين على السلطة خطورة الوضع القائم في العراق، وهل يدركون ما ستفعله قادم الأيام في حال بَقيَ الحال كما هو عليه الآن .. أم  أنهم سيظلون منشغلون بسياسة الأغلبية والتوافقية، وغيرها من المُسميات التي لا فائدة منها إذا لم تكن خدمة البلد والشعب هي الأعلى والأسمى والأغلى من كل شيئ؟ ..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك