عبد الرحمن المالكي ||
ماذا ابدا وعن ماذا اتحدث في أيام الزمن الجميل ، كانت العدة المدرسية للطالب رثة بمعنى الكلمة (اتحدث عن نهاية التسعينيات)
الكتب قديمة ولكنها تحتوي صورة الرئيس وعلى الطالب تجليدها، وفي مدرستي كان الطلاب يستعملون بقايا اكياس الاسمنت للتجليد.. ليس لانها الافضل بل لانهم لا يملكون المال لشراء اوراق التجليد.
الدفاتر كانت سيئة الكتابة عليها صعبة بسبب وجود خيوط تشبه التبن، واذا استخدمت المساحة يتحول مكانها الى سواد.
بعض الطلاب لا يملكون حقيبة مدرسية فيضطرون لخياطتها في البيت، لكن من اي مادة تصنع؟ انها حقيبة مدرسية مصنوعة من كونية طحين (جنفاص).
الصف لا يحتوي علي زجاج للشبابيك لتقي الطلاب من البرد، لكن المدرسة تبذل جهدها للحفاظ على زجاج صورة الرئيس فوق السبورة وامام انظار الطلاب، ومكتوب تحت الصورة وبخط واضح "الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه".
السبورة خشبية ومليئة بالتكسرات والشقوق وتصعب الكتابة عليها والطباشير يصرخ (ويخليك تصك سنونك من يكتب المعلم).
الرَحْلات لا تكفي فنضطر للجلوس بنظام "اربعة برحلة" والي يكعد بالطرف لازم يمد رجله حتى يثبت وما يوكع، وحينما لا تكفي الرحلات يطلب المدير منا جلب كونية حتى نفرشها ونجلس على الارض.
الرحلات خشبية وتحتوي الكثير من الشقوق والزيادات الخشبية التي تتسبب بتمزيق البنطرون الوحيد الذي نستعمله طوال العام.
في الثانوية كان الطلاب يجمعون اشتراكات مالية لحزب البعث، (هل يمكنك تصور طالب لا يملك المال لشراء الملابس او تجليد كتبه يدفع اشتراكاً لحزب لا يحبه).
الفكرة من هذا المنشور ليست لتسليط الضوء على اخفاقات النظام السابق فقط، بل لتذكير الحكام الحاليين، ودعوة لهم للاهتمام بابناء بلدهم، فالناس لم يصفقوا لاميركا عام 200 3 الا بعد الظلم الذي لحق بهم واهماله لجميع القطاعات الحيوية وابرزها التعليم
اعتنوا بشعبكم واعتنوا بطلاب المدارس ولا تلقوا باخطائكم على الفيروسات والاوبئة تارة وعلى التدخل الخارجي تارة اخرى.
المدارس تعاني فاهتموا بها، الشعب ناقم بشكل لا تصدقوه، ولم اذهب الى مكان الا وسمعت احاديث الناس الناقمة من جميع القيادات السياسية بسبب تعطيل المدارس، فالمواطن يهتم بمستقبل ابنائه ومستعد للتحالف مع اي جهة تنقذ التعليم.