المقالات

السياسة .. والعَطار .. وأدواتها

1237 2021-11-28

  ا.د. جهاد كاظم العكيلي/ كاتب عراقي ||   لم يترك العرب موقف أو حالة إلا وضربوا لها مثلا، وصارت أمور مجتمعنا العربي مضربا للأمثال، فهي تُشخص الأمور وتوصفها على مقدار إيجابيتها أو سلبياتها، ليأخذ الناس منها العِبر والدروس في شؤون حياتهم العامة والخاصة ..  وفي الواقع أن هذا الملك، أو ذاك الحاكم، لطالما يستعينان بمضرب الأمثال في تسيير أمور الرعية، وغيرهما ممن يتولون شؤون الناس ومنها ما يتعلق في تصريف أعمالهم الدينية والدنيوية ..   وقدر تعلق الأمر بالحالة العراقية الراهنة، فإنها أصبحت مضربا للأمثال في الهجاء، كالتعبير عمَّا يكتنف الحياة من مآسٍ ومرارة وشرور مستطيرة، لأخذ العِبر من دروس الحياة، حتى أصبح حال الدنيا عند العراقيين لا تستوعب مما هم عليه الآن، لكثرة الأمثال والأقوال، وما قيل عنهم في سابق الأزمان، لا سيما  وإن حوادث الأيام  الكثيرة ومفارقاتها العجيبة على الواقع المُعاش تُشكل شواهد كثيرة ومتلاحقة من العِبر والدروس، ومنها ما فعلته السياسة السلبية العجيبة الغريبة بالعراق والعراقيين .. وأجبرت تلك السياسة صغير العراق وكبيره للإنشغال بعجائبها وعجائب  أدواتها وتوابعها، ومنها تكريس التفرقة وتخريب النفوس وتعميم الفساد وتكريس الخلاف ونهب المال والخيرات والثروات حتى إختلط الحق بالباطل، فإنتشر الجهل وكَثُر الفقر، وصارت هذه السياسة أشبه بواقع يجب التعايش معه أو هو الواقع بعينه الذي نعيشه بفعل أدوات السياسة وتطبيقاتها التي تسببت بزيادة هموم الشعب وبؤسه وأنينه ومن سيئ إلى الأسوء ..  إن إصلاح الواقع العراقي المُعاش يحتاج للقدرة الفذة والقيادة الناجحة، كونهما يشكلان شرطان أساسيان من شروط تسيير دفة أمور العباد والبلاد، وإصلاح ما خربته السياسة السلبية، أما الإعتماد على توصيفات جاهزة وتقديم توليفات أعتاد عليها العراقيون خلال الأعوام الماضية فمثلها مثلما يُقدمه العطَّار  لِمن ذهب بهم الزمان، وترك آثاره عليهم  فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر... ودهر العراقيون عاد لا يحتمل أكثر مما هو عليه الآن ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك