قاسم العجرش ||
ابتداءً إن الأمور تجري حلحلتها ببطء شديد، وهو بطء مندوب، لأن الاستعجال سيخلف وراءه أخطاءً لا يمكن إصلاحها، فيما إذا مضت باتجاه الاستحقاقات الدستورية.
سيجري العمل على حد تعبير أحد القادة السياسيين المخضرمين؛ بالمسطرة والخيط والشاقول، والقصة ليست بيد أي من القوى السياسية؛ حتى لو امتلك النصف زائدًا واحد..
نحن شعب معبأ بالاختلاف، والنظام السياسي لا يُبنى بالاستحقاق الانتخابي، لأن ديمقراطيتنا حديثة ولم تترسخ بعد، وثمة قوى لا تمتلك مقاعد في مجلس النواب نهائيا، لكن لا يمكن تجاهلها..
هذه هي قواعد العملية السياسية في العراق، بعضهم يسميه نظام المحاصصة، وبعضهم يسميه نظام التوافق، لكنه بالنهاية نظام الاستحقاقات السياسية وليس الانتخابية، فعلى سبيل المثال أن الشيوعيين لا يمتلكون مقعدا نيابيا، لكن لا يمكن تجاهلهم أبدا، وهكذا بالنسبة لسائر القوى السياسية..ا
إذا أردنا أن نبني عراقا مستقرا، فيتعين أن نبني نظاما يجد الحميع مكانا لهم فيه، والحقيقة التي يجب أن نقر بها جميعا، هو أن الشراكة السياسية نظام أثبت فاعليته في إدارة الدولة العراقية، والبديل عنه هو الفوضى الناتجة عن الشعور بالغبن..
لا يمكن لأي كتلة سياسية؛ حتى لو امتلكت 100 نائب، وتحالف معها الكرد كلهم، والسنة كلهم، فلن تستطيع أن تمضي قدما في تشكيل حكومة، لأن القوى الأخرى (الإطار التنسيقي والقوى المجتمعية الأخرى) عرفت الطريق الى الشارع، ومثلما أسقط الشارع حكومة عبد المهدي، التي كان وراءها تحالف سياسي عريض، فأن الشارع قادر على إسقاط أي حكومة قادمة، ولا خشية من التوترات الأمنية، لأنها أصبحت مقبلات العمل السياسي العراقي..
العراق يُبنى بالشراكة؛ وَلْيسمِّها من يشاء بأي اسم يختار، محاصصة ..توافق..فساد,,هي بالأخير طريقة للحكم مناسبة لوضع العراقيين المعقد..
نحن هند مصغرة..أديان متعددة، ومذاهب متعددة، وقوميات وإثنيات وعِرْقيات وتبعيات متعددة..وعشائر كثيرة وقبائل؛ بات رؤساؤها يطلق عليهم لقب أمير.. والدولة حدها الشارع العام والباقي للقوى المجتمعية، تماما مثلما كنا في العمل الجهادي…
في العمارة كان الشارع العام بيد الفيلق الرابع، وعشرة أمتار عنه بيد المجاهدين..فلا يَحْلُمَنَّ أحد من العراقيين بدولة مدنية عصرية..نحن شعب تكويننا لا ينسجم مع هذا الحلم. لدينا سلطات متعددة تحركنا.. سلطة المال، وسلطة القوة..سلطة رجل الدين، وسلطة المنبر..الوائلي رحمه الله تعالى رغم أنه ميت، لكنه ما يزال مؤثرا فينا..
ثمةمن يمتلك القوة برغم أميته؛ إلا أن الديوان يقف له إجلالا لقوته..الدجاج المذبوح على الطريقة الإسلامية؛ أفضل دجاج في العالم وربما في الكون، لأن وراءه سلطة روحية تملك مفاتيح الجنة..
العراق مثل القيمر؛ الذي تبيعه أم كاظم في رأس فرعنا صباح كل يوم، لا يمكن تقطيعه إلا بالدبوس..!
لا تخافوا على العراق؛ حتى لو اجتمعت قوى الإنس والجن؛ ومعهم بلاسخارت وجدُّها وجدُّ جدِّها..
العراق سيعيش كما عاش منذ عهد جدنا أتونابشتم، وهو نفسه سيدنا نوح عليه السلام.. وسيبقى واقفا على قدميه؛ الى أن تقام هنا دولة العدل الإلهي..
كلام قبل السلام: من حظ العراق أن عاش فيه الإمام الخميني لفترة، فتلك هي بركته..ومن حسن طالعه أن استشهد على أرضه الحاج سليماني، والحاج المهندس لتنبت في موضع استشهادهما؛ الشجرة المقدسة التي أكل من ثمرها أبناء العراق؛ فأضحوا مدرسة في الجهاد..
سلام..
https://telegram.me/buratha