السيد محمد الطالقاني ||
إن الله اصطفى من البشر رجالاً يجسدون المبادئ والقيم في حياتهم ، ويبّلغون مستوى الطهارة والكمال ليكونوا قدوة وهداة ، لبني الإنسان على إمتداد التاريخ ، هذا الاصطفاء الالهي لم يجعله الله تعالى رتبة خاصة بالرجال دون النساء، بل اصطفى عينات من النساء , مما يدل على قابلية المرأة واهليتها لأعلى درجات الكمال، وأن تكون في موقع الريادة والاقتداء ، وفي مستوى التفوق والامتياز على سائر بني البشر نساءً ورجالاً.
وقد كرّم الله سبحانه وتعالى المرأة في الاسلام ورفع من شأنها ومنحها ما لم تمنحها الديانات الأخرى أو الحضارات السالفة، فلا يمكن لمجتمع أن يقوم من دون المرأة او يحقق تقدّماً أو رقيّاً حقيقياً دون مشاركتها.
وقد ابدى الامام علي عليه السلام اهتماما خاصا بالمرأة، فكان ينظر إليها بنظرة كونها آية من آيات الخلق الإلهي, ولعل أجمل ما وصفت به المرآة هو ما منحها إياها أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله «المرأة ريحانة», فالإمام هنا وصف المرأة بأروع الأوصاف حين جعلها ريحانة بكل ما تشتمل عليه كلمة الريحان من الصفات فهي جميلة وعطرة وطيبة.
واليوم ونحن نعيش عصر الانفتاح الثقافي ، حيث تواجه المرأة المسلمة في هذا الزمن تحديات كبيرة، جعلت افكارها التي تؤمن بها بكل بساطة موضع اختبار، وعرضت شخصيتها الإسلامية إلى محاولات شتى من التمزيق والتشويه ، وبمقدار التحدي لا بد أن تكون الأعباء ، التي ربما ينوء بها كاهل المرأة المسلمة ، وهي في هذا مجال رد التحدي وحمل أعبائه تحاول فرض وجودها في قبال الموجودات الزائفة ، والايقونات المشوهة التي صنعها إعلام الغرب الوهمي .
ويجب أن تسعى المرأة المسلمة بعقلها وقيادتها الفذة على تذويب هذه الرتوش الوهمية من خلال السير على نهج الزهراء عليها السلام وكريمة اهل البيت السيدة المعصومة عليها السلام حيث نعيش ذكرى ارتحالهن الى الرفيق الاعلى , وذلك من خلال اثبات الحق والمساهمة في بناء هيكل إسلامي قوي يزرع اصوله في ربوع العالم تمهيدا لدولة العدل الالهي.