عبد الرحمن المالكي ||
لا تزال الأحاديث السياسية تولي اهتماماً بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً في العراق، والتي تصدّرها التيار الصدري وتراجعت فيها بعض القوى الشيعية بشكل ملحوظ، واعلنت رفضها القاطع لتلك النتائج التي ثبت تزويرها ومن عدة جوانب ومن هو المستفيد منها ، لتبقى على امل تغيير ما حصلت عليه من اصوات بعد الطعون المقدمة، للتحرك نحو تشكيل الكتلة الأكبر لاختيار حكومة جديدة.
في تصريح قبل مدة للقيادي في الإطار التنسيقي الشيعي عباس البياتي حيث قال فيه : "نحن لسنا في تسابق مع الارقام وايهما الكتلة الاكبر، نحن الان بصدد خلق تفاهم وأرضية مشتركة داخل الساحة الشيعية وداخل الساحة الوطنية مع الكورد ومع السنة وبدون توافق وتفاهم وشراكة وطنية لايمكن تشكيل حكومة ثابتة ومستقرة".
اما التيار الصدري الحاصل على أكثر عدد من المقاعد النيابية فهو بانتظار من يطرق بابه للتحالف معه او يطرق ابواب الاخرين كما في اللقاءات الاخيرة لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في زيارته التي اجراها في بغداد مؤخرا والتي التقى فيها مع جهات سياسية لهل دور في العملية السياسية ، و وفق شروط وضعها مسبقاً، للدخول تحت قبة البرلمان باغلبية نيابية .
وفي هذا الصدد يؤكد ما قاله المقرب من التيار الصدري، مناف الموسوي : "أن التيار الصدري هو الكتلة الأولى والأعلى، ومن الممكن ان تأتي كتل شيعية اخرى وتتحالف مع التيار الصدري وفق البرنامج الذي وضعه السيد مقتدى الصدر فهو قد وضع برنامجاً تحالفياً في مجموعة من النقاط ومن يعتقد انه يتوافق مع هذه النقاط، فمن الممكن ان يتحالف مع التيار الصدري".
ان الأيام المقبلة قد تشهد تفاهمات سياسية بين القوى المتضادة لتشكيل الحكومة، مشيرين الى ضرورة أن يكون التفاوض وفق المصالح الوطنية العليا، وتحقيق تطلعات المواطن العراقي، للمضي قدماً نحو عملية سياسية ناجحة.
إلا أن الانظار تتجه صوب ما ستؤول إليه الأحداث المقبلة، اذا ما توصلت القوى السياسية الى حل لوأد الخلافات القائمة فأن ذلك سيزيد من تعقيد المشهد السياسي، والوضع الأمني في البلاد.