المقالات

إيران صراع مع الاستكبار لَن ينتهي، وضمانات البقاء هيَ القوٍَة


  د. اسماعيل النجّار ||    هيَ القُوٍَة التي تضمن البقاء،فحُبُّ البقاء وحده لا يكفي، من دون قُوَّة. وللقُوَّة اللازمة مُقَوِّمات يجب تأمينها والحصول عليها،حتى ولوكانت تختلف بحسبَ نوعها.  ومن أهم مقومات القوةلأي دولَة،عَدَم التِبَعِية، وحُسن اختيار القيادة،من قِبَل الشعب، والِاكتفاء الِاقتصادي الذاتي، ثُمَّ الوحدَة الداخلية واِحترام الدستور؛فهذه الأمور مجتمعةً تحفظ السيادة الوطنية لأي دولة، صغيرةٌ كانت أم كبيرة. **إيران... الجمهورية الإسلامية الفريدة من نوعها في العالم، تَمَيَّزَت بين كافة الدُوَل الإسلامية بإسلامها الحقيقي المحمدي الأصيل، وليسَ الإسلام  بالاسم  فقط،فهيَ التي فرضت القرآن دستوراََ وقانوناََ، ورفعت شعار لا غربية ولا شرقية، واستمرت على هذا النهج رغم حصارها وتآمر أكثر من (٩٥٪) من دوَل العالم عليها، وفرض حرب ظالمة عليها، اِستمرت ثماني سنوات، ورغم ذلك نهضَت مجدداََ، وخرجت إلى الحياة من بطن الموت. إنَّ الذي أعاد إيران الى الحياة هوَ الإسلام الحقيقي  والقرآن، وتمسك قادتها بهما، بقيادة الإمام الخميني العظيم الذي جَعَل منها دَولةََ إقليمية عُظمَى ذات سيادة،وحضوردولي مهم. ولتضمَن إيران بقاءها بين دُوَل العالم (المُتَخَنزِر) عليها، وخصوصاََ أميركا وإسرائيل والعَربان، كانَ لا بُد لها من اِمتلاك قُوَّة عسكرية تتلائم وحجمها كدولة، وموقعها الجيوسياسي على إحدىَ ضِفَتَي الخليج الفارسي. اِنتهَجَت إيران مع الخارج الدبلوماسية الرزينة الهادئة، التي أصبحت سِمَة فريدة تَتَّسِم بها عالمياََ، والتي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وبَنَت قوَّة عسكرية ضخمة وفتَّاكة ومتطورَة، بجهودٍ ذاتية وبإمكانيات محدودة، حتى وصلَ بهاالأمرلتتموضَع في المرتبَة التاسعة بين دُوَل العالم، في الصناعات العسكرية المتقدمَة من كل الجوانب والنواحي، الألكترونيةوفي عالم الفضاء. وأحرزت إيران في المجال العلمي تقدماََ كبيراََ، على كل المستويات، وطورَت برنامجاََ فضائياََ خاصاََ بها، اِستطاعت من خلاله اِختراق الغلاف الجوي الخارجي للأرض، أُسوَةََ بالدوَل العظمى الخمس الكبرىَ، وتعاملت مع تكنولوجيا النانو كأنها تصنع رغيف خبز.  لكنّ أمراََ كان أكثر أهمية بالنسبةلنظام الإمام الخميني العظيم،هوَالذي أوصَل إيران إلى هذه المكانة الإقليمية والدولية، ورفعَ من مستوَى قيامها ونهوضها، وكانَ أكثر أهمية من كل ما أسلفناذِكرَهُ على الإطلاق، هو "بناء الإنسان". فقد رَكَّزَت كافة الحكومات الإيرانية المتعاقبة خلال عهدَي الإمامين، الخميني والخامنائي، على تطوير وبناء الإنسان، على أُسُسٍ دينية وأخلاقية رفيعة، وأوكَلت هذه المهمة إلى صاحبيها الحقيقيين: (القرآن والمرأة). وكانت جهودالحكومات عاملاََ مساعداََ، من خلال بناء المدارس والجامعات ومراكز الأبحاث وتطويرها، والسخاء عليها  ودعمها، الأمر الذي أفسَحَ المجال أمام مئات ألآلاف من الطَلبَة الإيرانيين، لتحقيق أحلامهم في الدراسة،بعدماكان نظام الشاه السابق يمنع عنهم تحقيق هذاالحلم،عبر عدم بناء المدارس والجامعات بشكلٍ كافٍ، وعدم الِالتزام الحكومي المادي بالتعليم الخارجي للطلاب، عكس ما حققته دولة الإمام الخميني المُقَدَّس التي حَوٍَلَت البلاد، من دولة شبه أُمِيَّة إلى دولةمتعلمةبالكامل،حيث أصبحت الأمية فيها دون الخمسة بالمئة، جُلُّهُم من الجيل القديم، بعدما كانت النسبة قريبةمن ال٩٥٪ في عهدالشاه المخلوع منذ ٤٣ عام. تتعامل إيران مع جيرانها من دُوَل المنطقة، كبيرةََ كانت أو صغيرة، بنِدِّيَة واحترام،حيث تجاهلت فارق الحجم والعدد، وحجم القوّة العسكرية بينها وبينهم، وتعاطت مع الجميع كأُخوَةََ وأصدقاء، إذ لا يوجد في قاموسها أي هَوَس بممارسة البلطَجَة والهيمنة بالقوّة، ولم تَتَّبِع سياسة الِاستقواء على أحدٍ منهم، رغم أن بعض هذه الأنظِمَة، آذت إيران وغدرت بالإيرانيين ومكروا لهم. وعندما اعتدَت دولة عظمَى اسمها اميركا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية،ردّت إيران كيدأمريكالنحرها، "وعين الأسد"تشهد، ولاحاجة لتقديم أي دليل آخر. إيران الإسلام المحمدي الأصيل بَنَت قوتها العسكرية والتكنولوجية والِاقتصادية،بجهودها الذاتية الجبّارة، من دون مساعدة أو مِنَّة من أحد. [هي بدأت، كما ذكرت أعلاه، ببناء الإنسان أولاََ، لأنه الأساس، ولأنه القوّة الواقعيّة التي تعتمد عليها في بناء وطن، ونظّفت الإدارات من الفاسدين، ومسحت اللون الرمادي من قائمة سياساتها الداخلية والخارجية، ونصبت المشانق لمَن يستحقها، وفتحت أبواب السجون لكبار مسؤوليها، من دون أن يُقام أي وزن لأي مخطئ أو متآمر أو خائن منهم،والشواهدعلى ذلك كثيرة،  كما حاسبت المقصرين، وكافأت المحسنين والعاملين بِجدٍّ واجتهاد، وحفظت دماءالشهداءوغيبَةالأصدقاء، وأحسنَت للجميع، وتواضعَت معهم وأكرَمَتهم وأُكَرِمَت منهم، وسامحَت وتسامحَت. لكنها، وهنا مربط الفَرَس، ترفع شعار: "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"؛ فهاتين الدولتين الشيطانيّتين لن تشملهما رحمتها ولاشفقتها، ولن تغير من رأيها فيهما، لأنهما شيطانانِ بثوبي دولَة يجب أن يُلقىَ بهما في النار.   13/11/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن نجم
2021-11-13
ليتنا نستفيد من التجربه الايرانيه وليت سياسيينا ومنظرينا يأخذوا هذه المسأله بجد ولا يألوا جهدا فيها لان فيها خلاصنا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك