المقالات

التداول "السلبي" للسلطة..!

1577 2021-11-08

  حمزة مصطفى ||    إختفى مصطلح العالم الثالث بعد أن كان إشتهر أيام "عدم الإنحياز" لمن لايزال يتذكر من أبناء جيلي تلك الأيام ومعها الكم الهائل من المصطلحات والمفاهيم. للمتعجلين أذكر بعضها اليمين واليسار. واليسار نوعان نوع عاقل ونوع طفولي. التقدمية والرجعية, الشرق والغرب, العالم الثالث أو بلدان عدم الإنحياز, الشيوعية والرأسمالية, الإمبريالية والراديكالية, الأصالة والمعاصرة, القطيعة المعرفية وسواها. لم يكن قد نشأ بعد مفهوم واضح للسلطة وكيفية تداولها لاسيما في بلدان العالم الثالث. الإنقلابات التي يقوم بها ضباط برتبة رائد أو عقيد كحد أعلى (في أحد بلدان أفريقيا عريف قاد إنقلاب) هي المشهد المألوف جدا في ستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينات القرن الماضي عبر ما يمكن الإصطلاح على تسميته التداول (المسلح) للسلطة. بعد ذلك ولاسيما آواخر الثمانينات ومنذ إنقلاب الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في السودان بدا أن  الطريق أصبح سالكا لنوع من التداول السلمي للسلطة. صحيح أن إنقلابا آخر بعد ثلاث سنوات على إنقلاب سوار الذهب السلمي رتب له المفكر الإسلامي البارز الراحل حسن الترابي جثم عبره الجنرال عمرالبشير 30 عاما على صدر السودان برقصته المعروفة وعصاه التي كان "يهش" بها على كل شئ, ولعل أول من هش  به عصاه هو أستاذه ومدبر إنقلابه الترابي نفسه. وفي شهادته الممتعة على العصر في برنامج الجزيرة الشهير يقول الترابي إنه حين نجح إنقلابه على صهره الصادق المهدي (الترابي متزوج من أخت الصادق المهدي) وجاء بالبشير من أحد معسكرات الجيش رئيسا فإن الذي حصل أن البشير ذهب الى قصر الرئاسة وأنا ذهبت الى السجن.   في أثيوبيا جارة السودان لعب العسكريون "شاطي باطي" بهذا البلد عبر كل أنواع مايمكن تسميته تداولا مسلحا  للسلطة وهو شكل من أشكال التداول (السلبي) لا السلمي للسلطة في هذه  البلاد التي وضعها سد  النهضة ومشاكله على الخريطة السياسية في العالم. فحتى بعد وصول آبي أحمد الى السلطة في أثيوبا فإن محاولات الإنقلاب توالت عليه حتى بلغت ثلاثة كلها فشلت. أحمد الذي منح إستباقيا جائزة نوبل للسلام أبلى بلاء حسنا في معاركه المسلحة ضد أبناء شعبه (مقاطعة تيغراي).  ماذا يعني ذلك؟ يعني أن "سوق" نوبل للسلام  قد "خرط" كما يعني أن إختفاء مصطلح العالم الثالث لايعني زوال مسبباته. فهذه الدول وأخرى غيرها في "الواق واق" لاتزال تؤمن بـالتداول "السلبي" للسلطة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك