المقالات

العراق وإيران قصة التاريخ..!

1552 2021-11-03

 

قاسم العجرش ||

 

لكل منا قناعاته وعقائده المستقرة في عمق تفكيرنا، وهي طبيعة بشرية فطرية مختلفة من فرد الى فرد، هذه القناعات ثابت متحول من جماعة أعتناقية الى جماعة أخرى.

هذه القناعات تنسجم مع الرؤية التي تونصل اليها كثير من الباحثين، أن على أرض بلاد ما بين النهرين، عاشت أقوام كثيرة، نحن نمثل بقيتها، وهذه البقية المتبقية وعلى الرغم من كوننا المستوطن البشري القدم في التأريخ، إلا أن تكوين شعب منسجم تمام الإنسجام لم يحصل لغاية اليوم، وغاية ما تمكنا من إنجازه في هذا الصدد، أننا شعب معبأ بالإختلاف!

هذه الحصيلة السلبية نوعا ما، يقابلها كثير من حبال الوصل بيننا، من خلال المشترك العقائدي او الاخلاقي أو الميداني، وأن بيننا ثوابت هي بمثابة جسور متينة، نتحدث جميعا عن رغبات في أن تدعم دعائمها يوما بعد يوم، خصوصا بعد أن حكمنا انفسنا بأنفسنا لأول مرة منذ زوال الدولة الساسانية بالفتح الإسلامي.!

تنمية وتقوية الثوابت المشتركة بيننا، مجرد رغبات في الصدور، وهذا في الموروث الديني اضعف الإيمان، ” أذكركم بحديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره…فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”…

هذه الثوابت التي أتحدث عنها بعنوانها الواسع، هناك من أحترف تقطيعها بمقص مسموم, أما لتحقيق مآرب ذاتية مريضة، قوامها أنا ومن بعدي الطوفان! أو لأنه تحول الى كماشة نار، بيد لاعب خارجي لنا معه وِتْر تاريخي، أو الأثنين معا!..

النموذج الأخير “نموذج كماشة النار بيد اللاعب الخارجي” ، مثاله الأوضح قوى سياسية عراقية، بعضها شيعي مع كل الأسف؛ مريضة بموهومة العدو الإيراني الأفتراضي..

هذه القوى تعتقد بأن أرضاء أسيادها ـ وهم متعددين ـ من أقصى الغرب الى أقصى شرقه..من أمريكا الى السعودية ؛ لن يتم إلا بالتهجم على أيران وعلى من له صلة معها…!

ولا يختلف العقلاء على أن الأوطان، ليست خيمة شعر يمكن طيها والرحيل بها، الى حيث الكلأ كموطن مؤقت كما يفعل الرعاة، وماذامت الأوطان ليست كذلك، وأنها مستقر من جبال رواسي وسهول وأنهار؛ لا يمكن أن تحملها كل “بعران” سادة تلك القوى السياسية، التي سيأتي يوم ونسميها بالأسم، ونكشف كم قبضوا ومتى وأين ومن أستلم وكيف، بالصورة والصوت!

العراق مستقر إنساني قديم جدا، قدم الزمان والمكان، وهنا كانت أولى حضارات البشر، ولهذا المستقر جيران يحدونه من ست جهات، فلا بد من القبول بهذه الجيرة وأنشاء علاقات بناءة تعود بالنفع على الشعب العراقي ودولته الناهضة، وباقي شعوب الجيران ودولهم، ذلك لأن ليس بالأمكان الرحيل بالعراق، الى جوار القاهرة مثلا، التي يحب العملاء الصهاينة والأمريكان، التسكع في منطقة الهرم وشارع محمد علي فيها ..

كما أنه ليس بالأمكان صناعة بلدوزر عملاق؛ يدفع إيران بعيدا عنا نحو الشرق مثلا؛ كما يرغب بذلك المصابون بمرض أسمه أيران…

للتذكير ايضا نقول أن أمنية “ياليت بيني وبين فارس جبل من نار” والتي أطلقها الثاني، صارت عقيدة تسقى بالدماء دوما…!

كلام قبل السلام: إيران والعراق جارين أزليين، وأعتق من العتيق، وإن تبدلت الأنظمة الحاكمة، ونفس الأزلية تنطبق على تركيا وباقي الجيران..واذا كان ثمة خلل في ميزان العلاقة مع الجيران، فهو بالتأكيد ليس مع أيران، بل أن الخلل واقع فعلا، مع ذوي نعمة المصابين بمرض فوبيا أيران..

سلام…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك