المقالات

الحشد الشعبي والمستقبل السياسي للعراق


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة، وما رافقها من مشكلات وشكوك تتعلق بمصداقية نتائجها، فإننا نعيش وضعا خاصا، ونجد أنفسنا إزاء لحظة فارقة؛ لا تكرر في الحياة السياسية إلآ كل أربع سنوات، وثمة ملاحظات تفرض وجودها، على صانع القرار أو من يتخذه، فهي التي ترسم خارطة طريق القرار، لذلك فإن عدم الأخذ بها بالحسبان، سينتج قرارا مشوشا، ستكون إرتدادات نتائجه كارثية على جهة القرار، لذلك نجد من المناسب طرح بعض الملاحظات، التي يمكنها ان تنير طريق التفكير.

لا بد من الإقرار بأن الحشد كمؤسسة جهادية، تجذرت في وجدان الشعب العراقي، ولذلك يجب أن يكون هنالك عمل واسع، على ترسيخ هذا الوضع وتطويره، ليس بالأدوات الجهادية فقط، ولا بالأندكاك بأحتياجات شعبنا، كما يفعل الحشد هذه الأيام في إصلاح الطرق الخارجية بأوقات قياسية بعد أن عجزت الجهة القطاعية في الحكومة، عن القيام بهذا الواجب الروتيني، ولا بالتماهي مع شعائرنا المقدسة وحمايتها أيضا كما حصل في الزيارة الأربعينية، بل يفترض أن يكون للحشد رأيه الفاعل؛ في بناء مستقبل البلاد، ولا يمكن حصول التأثير، دون أن يكون للحشد أدوات فاعلة في الدولة، يمكنه من خلالها تحويل عقيدته وإستراتيجيته، الى واقع معاش وراسخ.

في هذا الصدد أولا؛ أن الحشد الشعبي مؤسسة ليست تقليدية، لأنه تشكل بأساليب ليست تقليدية هي ألأخرى، وأي مؤسسة من هذا النوع، تواجه بشكل طبيعي تحديات كبرى، يمكن أن تطال حتى وجودها، نظرا للجدل المستمر، والإثارات المناوئة التي لا يمكن أن تتوقف، والميدان الأوسع لتلك الإثارات هي البيئة السياسية، وبيئة الدولة التقليدية، الرافضة لكل ما هو ليس تقليدي، ولذلك فإن هنالك ضرورة ملحة، لبناء منظومة ساندة للحشد، إن في البيئة السياسية، أو في مفاصل الدولة.

في الجنبة السياسية تبدو الأمور أكثر سهولة، وذلك من خلال القوى السياسية المندكة بالحشد؛ وباقي القوى الشعبية الساندة، لكن في ضفة الدولة فهناك حاجة ملحة، لبناء  منظومة حماية وإسناد للحشد داخل الدولة، تمنع نمو أي تصورات أوتصرفات مناوئة للحشد داخل أجهزة الدولة، وهي تصرفات لها مصاديق كثيرة على أرض الواقع ، وما يزال الحشد يعاني من آثار تلك التصرفات، التي يمكن أن تتكرر في أي حكومة قادمة.

في هذا الصدد ثانيا؛ يجب أن يكون مفهوما لدى القوى السياسية المندكة بالحشد الشعبي، أن المكانة التي حظيت بها لم تصل اليها؛ لولا أرتباطها بالحشد، ولولا الأنتصارات التي حققها الحشداويين، ويجب أن يكون هذا حاظرا وبشكل دائم في تفكير تلك القوى.

المحصلة أن ثمة مسارين للعمل يمكن من خلالهما، توفير منظومة الإسناد والحماية للحشد، الأول يتمثل بمزيد من خطوات مأسسة الحشد، وبما يحوله الى مثال يقتدى به من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية الحكومية، من حيث التنظيم والإنضباط والأستعداد القتالي، والثاني أن تكون للحشد، أذرعه الوفية المخلصة، داخل أجهزة الدولة التنفيذية، وفي مفاصل القرار أيضا، وبما يؤسس لبقاء الحشد؛ كضمان موثوق به لمستقبل شعبنا وفق عقيدته ورؤاه.

في تفاصيل المسار الأول الذي أشرنا اليه، ثمة أفكار ترقى الى تحويل مؤسسة الحشد الى مستوى وزارة، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه بالحماية الذاتية، أما في المسار الثاني؛ فيتعين أن يتسلم بعض رجال الحشد، الذين يتوفرون على قدر مناسب من الكفاءة والمهارات القيادية، بعض من مفاصل الدولة العليا.

هنالك حاجة ملحة، لأن يوضع رئيس الوزراء القادم، في إطار التصورات الآنفة، وأن يُفهم وبشكل واضح بإنشغالات الحشد الشعبي، وأن يتم وضعه على سكة إسناد ودعم وحماية الحشد، بشكل عملي بعيدا عن لغة الخطابة والتصريحات المائعة.

بالتأكيد يجب أن لا يسمح لأي قوة سياسية، مهما كان مقدار قربها او إندكاكها بالحشد، بالتحدث نيابة عنه، أو أتخاذ مواقف وقرارت بشأن الحشد، لأن ذلك من شأنه إضعاف موقف الحشد، وتصويره على أنه تابع وليس أصل، فضلا عن أنه يمكن أن تتخذ بسبب ذلك قرارات لا تناسب الحشد..إن موقف كهذا سيسهم إسهامة فعالة في أن ينال الحشد إستحقاقاته ومكانته الأعتبارية.

شكرا

1/11/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك