زيد الحسن ||
اقسم لك ، كلام عربي فصيح يستخدم للتأكيد على ان الشخص سينفذ ما يقول ، لكن لو جمعنا الكلمتين تصبح ( اقسملك ) كلمة تندرج ضمن الكلمات النابية التي يستخدمها الشارع المهترئ .
هناك من يريد ان يجعل العراق اضحوكة العالم ، بل يصر على جعل السياسة في العراق سياسة شارع بل سياسة فارغة من اسسها .
في لقاء على الهواء مباشر للسيد مشعان الجبوري مع المقدم غزوان جاسم يتكلم السيد الهمام المشعان ويقول (اقسملك ) مخاطباً عبر الهاتف رئيس مجلس نوابنا الموقر السيد الحلبوسي ، هل فعلا قال (اقسملك )بمعناها البذيء ام قال اقسم لك بلغتها العربية ، انا احاول ان استوضحها ، لهذا كررتها وعلمت ان التقسيم فيما بينهم نال كل قيمهم و مبادئهم ، فهم يعدون العدة لاستخدام هاتان الكلمتان بكل صيغهم ومعانيهم .
ما السبب الذي يجعل القنوات الاخبارية تستضيف السياسي وتستدرجة بفطنة الصحافة وحنكة الاعلام ليفقد اعصابه ويخرج حقيقته الركيكة وفراغ ثقافته على الهواء ؟ ، السلطة الرابعة تعمل اذن والاستاذ الصحفي والمؤلف غزاوان جاسم مدير تنفيذي لأحد القنوات ، وضليع بعمله ،نفذ واجبه على اكمل وجه ، حتى انه تنازل عن حرف الغين من اسمه وتقبل ان يستقبل حرف القاف بدلاً عنه ليصبح ( قزوان ) بناء على لغة ضيفه ( المشعان ) .
يقولون ان من اساسيات النجاح للسياسي ان يمتلك الموهبة والحنكة ، وان يكون صريحاً في خطاباته وثابتاً عليها ، وان اصبح سياسي فانه قد تقلد امانة عظيمة ومسؤولية كبيرة ، وعليه صقل مواهبه وخبراته لتحملها ، وايضا على السياسي تنمية وعيه السياسي الواضح الغير متقلب ، فهل محدثنا في لقائه مع المقدم ( القزوان ) كان ثابتا واضحاً صريحاً ؟ كلا ابداً لقد كان مهرجاً بهلوانيا متقلباً متملقاً مع صاحب الاتصال السيد الحلبوسي ، هذا الذي كان يصفه قبل فترة بانواع الاوصاف التي لاتليق بسياسي .
لقد تهالكت السياسة في العراق بعد ان مارسها واخذ اعلى نواصيها فلان وعلان عن طريق الصفقات والدولارات والتوافقات والعمالة ، لم يعد هناك سياسي يأتي بناءً على خلفية سياسية عريقة ، اصبحوا فيما بينهم يتقاسمون ويتقارعون مع كل من فقد ركائزه وعقله ،ويهدؤون بعد فترة ويتبادلوا المناصب .
الى هنا يمكننا ان نتجاوز عن الفاظهم ، وعدم قدراتهم ، لكن هل يمكن التجاوز عن اخطائهم التي سببت سفك الدماء ، وفتحت الثغرات لعودة الطائفية ، المشتكى لله سبحانه على مايفعله بعض الساسة في بلدي .
https://telegram.me/buratha