عبد الرحمن المالكي ||
تميز اعلامنا المحلي العراقي بقصب السبق في خرق المحددات المهنية والاعتماد على براعة بعض الاشياء بعض الاشخاص العاملين في تلك المنافذ وتفردهم بالقدرة الغريبة على تدمير السياقات المهنية ليس على مستوى الاعلام فقط بل السلوك الاخلاقي والاداب العامة .
اعلامنا المحلي اليوم هو اعلام فيسبوك ومواقع الكترونية يطلق عليها مواقع التواصل الاجتماعي "السوشل ميديا " وربما نكون موهومين بتلك العبارة تماماً , اذ ما حللنا ما فعلته تلك المواقع بمعنى التواصل الاجتماعي الحقيقي , اذ بات الاهتمام بالانترنت والدردشة اكبر من الاهتمام بالمجتمع وهمومه وبالعائلة وعلاقتها الاسرية الفاعلة .
مجتمعنا يعيش اليوم في ظل اعلام مسيس ومؤدلج يعتمد على ثقافة قضم الوقت النافع اكثر من اعتماده على الثقافة الرصينة الخلاقة والواعية , وهنالك افكار مخطط لها بعناية لسحبه الى الانجذاب الكامل الى ثقافة القشور وترك المكنون الحقيقي لفكرة النماء الواعي لمنطلقات الفكر المتجدد المعاصر .
فضائيات لا هم لها الا تقفي ونشر اخبار الفضائح و اخر اخبار الفنانيين و الازياء وعروض ما يسمى ملكات الجمال والمنتديات الشبابية الفاشلة التي لم تقدم شيء ليزيد من وعي وثقافة الشباب و التي اظهرت على انها الانعكاس الحقيقي لمفهوم التقدم والرقي والحرية والانفتاح الذهني , واعلام العدو ينفذ ليخترق مجتمعنا الاسلامي والمحافظ على عاداته وتقاليده الاصيلة لينشر بواسطة اجندات مدسوسة الغامه لتستهدف المجتمعات بأشكال مختلفة تتمظهر ما بين اشكال الرفض لكل ما يركز التوازن المجتمعي بحجة الحريات المنقوصة التي ينادى بإحلالها ضمن مبدأ رفض القانون المجتمعي والانضباط السلوكي والقوانين الوضعية المنظمة لعلاقة الفرد بمجتمعه وبالآخر ضمن مشتركات لا يمكن اقصاؤها لصالح شخص واحد او مزاجه المتفرد .