مهدي المولى ||
المعروف في كل بلدان العالم السياسة مقتصرة على السياسيين وهؤلاء لديهم برامج وخطط لتطوير البلد وسعادة الشعب وليس هدفهم الوصول الى كرسي المسئولية لسرقة أموال الشعب ويضعوا الشعب في خدمتهم وتحت أقدامهم كما هو حالة الساسة في العراق وهؤلاء السياسيين هدفهم تحقيق آمال وأحلام الجماهير الشعبية والقضاء على آلامهم ومعاناتهم.
وبما ان البطالة في العراق طغت فكسدت الحرف والمهن في العراق والعراقي في ظل ظروف فساد السياسة والسياسيين فجرفت معها الكثير من المهن وأصحابها لهذا فأخذ يميل نحو السياسة فيحصل على المال الأكثر في وقت أقصر لهذا تحول أصحاب المهن والحرف الى السياسة او الارتباط بأهل السياسة فلهؤلاء وحدهم تفتح أبواب العمل ولكن أي عمل الرشوة واستغلال النفوذ وسرقة المال العام وكل الوسائل الغير شرعية والغير شريفة أما النجار الحداد الخياط الكاتب الموظف الشريف الغير سياسي او الغير مرتبط بالسياسي مسدودة الأبواب أمامه حتى الكثير منهم أغلق أبواب محله او اخذ يعيش على الكفاف أما السياسي او المرتبط بسياسي فكل الأبواب مشرعة أمامه فأبواب الصفقات والمشاريع الوهمية والملتوية مفتوحة ويمكن للسياسي حلها والسيطرة وهكذا أصبح العراق وحكومة العراق وقوانين العراق في خدمة السياسي وأفراد عصابته.
تصوروا الشعب العراقي يعيش في أزمة سكن خانقة فالعشوائيات تحاصر المدن العراقي حتى غطتها وسدت الأبواب عليها كما يعاني الشعب من أزمة خدمات حادة لا ماء لا كهرباء لا علاج لا تعليم لا قانون ولا دستور حتى أصبحنا نعيش في حارة كل من يده له تحت رحمة العصابات وشيوخ صدام بل أصبح كل حزب او تكتل سياسي له مجلس خاص بالعشائر وشيوخها حتى سادت الأعراف العشائرية وأصبحت مشاكل السياسيين تحل بطريقة الأعراف العشائرية وشيوخها مشاكل السياسيين معروفة بسبب السرقة التجاوز على القانون والدستور الفساد.
تعلن الحكومة بتوزيع قطع أراضي على المسئولين الكبار لا تقل عن 600 متر ونحن نسأل الحكومة فهؤلاء المشمولين بقطع الأراضي في أي مستوى من الفقر دون خط الفقر الموجود في الديوانية او في غيرها من مدن العراق وخاصة الجنوبية والوسطى وبغداد ثم نسأل هل هؤلاء لا يملكون بيوتا ولا قطع أراض ولا أموال هل يعانون من ارتفاع أسعار الدواء والطعام والتعليم والعلاج.
ليت الحكومة توضح لنا كم عدد البيوت والعقارات وقطع الأراضي والأموال التي في أرصدتهم في داخل العراق وخارجه هل لها القدرة على ذلك فان كانت الحكومة حكومة عراقية ان تحاسبهم وتقول لهم من أين لكم هذه الأموال والعقارات وتصادرها وتحكم عليهم بالسجن بالإعدام فهؤلاء سبب الفساد وسرقة المال العام والإرهاب.
ففي العالم صاحب المهنة المحترمة لا يميل الى السياسة لأنها توثر على مهنته على مكانته العلمية فالعلماء والأدباء والمثقفين الراقيين والفنانين والكتاب المشهورين وأصحاب المهن مثل النجارة والحدادة والبناء والمقاولات والتجارة لا تروق لهم السياسة ويبتعدون عنها لأنها تقلل من شأنهم وتحط من مكانتهم لأنهم يجدون أنفسهم في مهنهم في عملهم ويرونه أكثر خدمة وتضحية لشعبهم لبلدهم لإنسانيتهم.
فقال الإمام علي ( ما جاع فقير إلا بتخمة غني ) وقال (لم أر نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع ) لهذا نرى الحكومة تزيد في تخمة المسئولين وتزيد في جوع الشعب بحجة جوع كلبك يتبعك هكذا هي نظرة المسئولين للشعب.
لهذا نرى كل العراقيين تحولوا الى سياسيين وتخلوا عن مهنهم وأعمالهم المحترمة وأصبحوا سياسيين او مرتبطين بالسياسيين لأنه يحصل على نفوذ وقوة ويخدمه الكثير من الناس أما الأموال فتنزل عليه بغير حساب هو نفسه لم يصدقها مجرد الجلوس على كرسي المسئولية وهذا يؤدي الى صراعات وخلافات بين السياسيين ومن حولهم وهكذا أصبح الشعب يعيش وسط عصابات متصارعة والضحية هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة.
https://telegram.me/buratha