المقالات

عبد الله حمدوك بلا ربطة عنق حمراء..!

1281 2021-10-27

  حمزة مصطفى ||

 

خرجت إنجيلا ميركل من المستشارية (أعلى منصب تنفيذي في المانيا) الى شقتها المتواضعة في برلين, بينما أقتيد عبد الله حمدوك (رئيس وزراء السودان المدني) من مقر الحكومة الى الزنزانة. خبر عادي في عالمين مختلفين. عالم أول تتساوى فيه قولا وفعلا (الكرعة وأم الشعر), وعالم  ثالث عشر تنتظم فيه أنواع الأوسمة والنياشين على بدلات الجنرال حميدتي. تعود ميركل الى شقتها تغسل المواعين, وتعد الطعام, تخرج الى محلات التسوق عائدة بـ "علاكة" فيها كل  قيم التحضر والتمدن والتسامح  لا "القيم والمبادئ والبطولة والشرف". تعود وقد  أودعت في خزينة المانيا المليارات الممليرة من الودائع والأصول المالية.    عبد الله حمدوك ذو الربطة الحمراء التي تليق بأكاديمي كبير قضى شطر طويل من عمره بين  المنظمات الدولية ممثلا لبلاده بوجه سمح ومهارات إدارية, لم يعد الى بيته بعد عناء يوم عمل طويل في بلد خربان من الباب للمحراب. ميركل وطوال الستة عشر عاما التي قضتها في المنصب كانت تعرف متى تخرج صباحا ومتى تعود مساء. مواعيدها مثل الساعة بدء من الفطورالصباحي الذي تعده بنفسها, الى خروجها الى دار المستشارية وإنهماكها في عمل يوم طويل. هذا اليوم  الطويل تقضيه في متابعات إدارية وسياسية ليس فيه مايقلق أبدا على المستوى الشخصي. كل ما يحصل في يوم عمل ميركل وبين فناجين القهوة إتصال هاتفي من بوتين, او شيان جينيغ أوترمب وقبله أوباما وبعده بايدن. جونسون في المطار, نيكولا ساركوزي ينتظر على الخط, إيمانويل ماكرون سيتصل بعد ساعة, السيسي يود أن يشكر المستشارة على جهودها في قضية سد النهضة, شينزو آبي يدعو المستشارة الى زيارة عمل الى طوكيو, حسن روحاني يوفد ظريف الى المستشارة لمتابعة ملف دول الملف النووي (الـ 5 زائد واحد) والواحد الزائد لفظا الأصيل عملا هي المانيا.. وهل يخفى القمر.  يوم عمل عبد الله حمدوك معكوس تماما. حمدوك يتصل بالبنك الدولي لتخفيف الديون, وطلب القروض. حمدوك الذي كثيرا ما يضع سترته على حمالة قرب مكتبه ويتحرر قليلا من ربطة عنقه الحمراء يهاتف رئيس صندوق النقد الدولي طالبا تاجيل دفع فوائد القروض قبل 50 عاما. عليه تمشية حال السودان بين إنقلابين. كل شئ مستعجل هنا, من سد النهضة ومشاكل آبي أحمد الى قائمة طويلة من المطالب يحملها حميدتي الجنرال المنقلب على إنقلاب الجنرال  عمر البشير الذي إنقلب على الصادق المهدي زوج أخت حسن الترابي بترتيب من الترابي زوج أخت  الصادق المهدي. محكمة العدل الدولية التي تطالب بالبشير حيا أو ميتا الى دعوات قوى الحرية والتغيير لحمدوك أن لايتساهل مع  الجنرالات خصوصا ذوي النياشين التي حصلوا عليها بسبب كتب الشكر بين كل إنقلاب ودحر إنقلاب.  حمدوك لا يعرف كيف يبدأ يومه لكي يعرف كيف ينتهي.كل شئ في السودان قابل للمفاجأة بمن في ذلك إقتياد الرجل  التنفيذي الأول من المكتب الى  الزنزانة.. لماذا؟ لأن إرادة "الغيارى والخيرين" إقتضت "بعد التوكل على الله"   وهي لازمة الإنقلابات الشهيرة في العالم الثالث عشر عمل إنقلاب تصحيحي من أجل تصحيح إنقلاب التصحيح. وسام جديد على صدر الجنرال, وحمدوك  يتذكر في  الزنزانة أيام .. عرسه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك