المقالات

شبكة الاعلام العراقي: خمس سنوات من القلق


 

محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

منذ حزيران عام ٢٠١٦ تعاقب على رئاسة شبكة الاعلام ٦ رؤساء، لم يكمل اي منهم فترة الولاية المقررة للرئاسة، وهي اربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة حسب قانون الشبكة الرقم ٢٦ المعدل لسنة ٢٠١٥. فقد تولى رئاسة الشبكة بعدي كل من الاساتذة فيصل ريكان، ثم علي الشلاه، ثم مجاهد ابو الهيل، ثم فضل فرج فضل الله، ثم نبيل جاسم، واخيرا كريم حمادي. وهذه التغييرات السريعة جعلت الزميل مصطفى عبادة يقول ان رئاسة الشبكة اصبحت منصبا يستهلك اصحابه! وهو على حق في ذلك!!

وهذه ظاهرة ليست طيبة خاصة في مؤسسة اعلامية مهمة مثل شبكة الاعلام يفترض انها تمثل اعلام الدولة. ذلك ان كثرة التغيير في رئاسة الشبكة تجعل من الصعب على رئيس الشبكة قيادتها باطمئنان، وعلى اساس خطة لاربع سنوات على الاقل. ولا يستبعد ان يكون القلق وعدم الاستقرار في رئاسة الشبكة احد نتائج عدم الاستقرار في الوضع السياسي العراقي. وبصفتي توليت رئاسة الشبكة خمس سنوات فاني املك من المعرفة ما يخولني الحديث عن سبب القلق بشكل اكثر عمقا وتفصيلا. ومن هذا المنطلق اقول الان ان السبب في ذلك هو رؤوساء الحكومات المتعاقبة. لا اعرف رئيسا منهم فهم بشكل عميق ان الشبكة هيئة مستقلة بموجب الدستور، وهي تمثل اعلام الدولة وليس اعلام الحكومة، وليست تابعة لرئيس الوزراء. عاصرت اربعة منهم اثناء رئاستي لتحرير جريدة "الصباح" لمدة سنتين، ورئاسة الشبكة لمدة خمس سنوات، ووجدت لدى كل واحد منهم نزوعا للسيطرة على الشبكة وتوجيهها والتحكم بسياستها،  وان بدرجات مختلفة. وتظل العلاقة بين رئيس الوزراء ورئيس الشبكة في حالة مد وجزر الى ان تنتهي باقالة رئيس الشبكة او اضطراره لتقديم الاستقالة. ودائما يكون الامر مرتبطا بمزاج رئيس الوزراء من جهة وقوة شخصية رئيس الشبكة من جهة ثانية. توليت رئاسة الشبكة في الولاية الثانية لرئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، واستطعنا ان نقيم علاقة متوازنة في بعض الاحيان، ومتوترة في احيان اخرى، وحاول في احدى المرات اقالتي عن طريق مجلس الامناء لكن محاولته فشلت بسبب الموقف الاخلاقي الرفيع للاخ ياسين مجيد. وحينما تولى حيدر العبادي رئاسة الحكومة ساءت العلاقة معه ومع فريقه، فطلبت منه ان يخبرني متى شاء برغبته باستقالتي. وهذا ما فعله حين طلب مني فعلا ان استقيل، طالبا الاحالة على التقاعد. وهذا ما حصل في حزيران من عام ٢٠١٦، بعد فترة طويلة نسبيا من عمر الشبكة شهدت فيها استقرارا اداريا وازدهارا في مختلف المجالات، كما يذكر اكثر الزملاء العاملين الان.

حين تولى مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء استبشرت خيرا فيما يتعلق بالشبكة. فبحكم علاقتي السابقة به والتي تعود الى عقد التسعينات في لندن، ثم في عملنا معا في مجلة "الاسبوعية" كنت اتوقع ان يكون احرص الناس على استقلالية الشبكة. وكتبت له بهذا الخصوص، لكنه فاجأني باستيائه الشديد مما كتبت الى الدرجة التي منع نشر مقالاتي في صحيفة "الصباح"، ولا اعفيه من عملية إقالة رئيس الشبكة الشرعي فضل فرج الله بدون سند قانوني مهما كانت تبريرات اصدقائي في مجلس الامناء.

الان وقد تمت اقالة نبيل جاسم وتكليف الاخ كريم حمادي بادارة الشبكة مؤقتا، فاني اقترح على مجلس الامناء ما يلي:

اولا، انتظار قرار المحكمة بخصوص فضل فرج الله. فان ايدت قضيته، فعليه ان يعود الى منصبه ويكمل ولايته القانونية حسب الاصول.

ثانيا، وان ردت المحكمة قضيته، فعلى مجلس الامناء ان يفتح باب الترشيح لرئاسة الشبكة بطريقة شفافة وعادلة كما ينص قانون الشبكة، لانتخاب رئيس اصولي لها للسنوات الاربع المقبلة وبدون تدخل رئيس الوزراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك