المقالات

ارضك بين وحوش البنك واغنام الصحراء

1476 2021-10-22

  حافظ آل بشارة ||

ماهي حكاية توزيع الاراضي السكنية للوزراء ومن بدرجتهم ولرجال القضاء ؟  لماذا هذا التوقيت ؟  هل هناك علاقة بين قرار الاراضي ونتائج الانتخابات ؟  هل هناك علاقة بين قرار الاراضي ونهاية ولاية حكومة تصريف الاعمال ؟  هل هناك علاقة بين قرار الاراضي والمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الحالي ؟  كل هذه الاسئلة تتبادر الى الذهن عند قراءة قرار الاراضي الاخير ، واذا افترضنا ان رئيس الوزراء يريد التقرب الى الطبقة الحكومية فان هؤلاء الاباطرة لا يحتاجون الى قطع اراضي ، هؤلاء هم الطبقة الرأسمالية المخملية الغارقة في الثراء والترف التي تحكم البلد ، وقطعة ارض تبدو بالنسبة لهم هدية متخلفة لا قيمة لها مقابل قصورهم واملاكهم داخل العراق وخارجه ، الافضل ان يهدي لكل واحد منهم باقة ازهار او او ربطة عنق او شيئا من هذا القبيل . ثم الا يفكر رئيس الوزراء مثلا ان يتقرب الى الشعب بدل التقرب من الطبقة الحاكمة ؟ ثلاثة ملايين ونصف المليون اسرة بلا سكن ، سابقا اعلنت الحكومة توزيع اراضي سكنية للمواطنين ، ونشرت استمارة الكترونية للتوزيع ، وترى الناس الفقراء يحملون خرائطهم ويذهبون باحثين عن اراضيهم فيعثرون عليها وهم لاهثون واذا بها عبارة عن مناطق خارج اطار المدينة في اعماق الصحراء ، فهي مراع للاغنام او مكبات للنفايات قاحلة لا ماء ولا شجر ولا اثر للحياة ، فيقف صاحب الارض السكنية يتأمل الأفق البعيد ويشعر انه خارج عصر الحضارة ، وببركات الحكومة اصبحت المصارف تعطي قرضا للبناء ، قرضا يحجزه الموظفون والموظفات ولا يطلقونه الا بعد استقطاع رشواتهم ، ويذهب بعضه الآخر فوائد مصرفية هي الاعلى في العالم ، واذا اعترض الفقير على ما يجري في المصارف من تسليب يجد نفسه محاطا بذوات التاتو والمخنثين هذه منظومة النهب الصغرى يكيلون له الرزالات ويتوعدونه وكأنهم قطيع وحوش تستدير حول فريستها الجريحة ، هذه المظاهر الجانبية من الفقر والوحشية وفقدان الأمن والقانون ، ونهج التدمير الانساني بتحويل المجتمع الى سارق ومسروق وقاتل ومقتول وسيد وعبد واباطرة وزنوج ، هذه النتائج المأساوية لتجربة السلطة في البلد هل تستحق مكافأة الاسياد ؟ ام تستحق ان يخضعوا جميعا للقضاء العادل المشمول بقطع الاراضي في قلب العاصمة ومراكز المحافظات ؟ اراضيهم ليست كأراضي المواطنين التي عندما حاولوا البحث عنها اعتبرهم موظفو المصرف فريسة دسمة واعتبرتهم اغنام المراعي البعيدة مخلوقات معادية تريد ان تحتل مرعاها فتنظر اليهم شزرا ولو كانت الاغنام ناطقة لرزلتهم كما رزلهم موظفو المصارف في رحلة البحث عن مأوى في وطن الغربة والضياع 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك