قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
أختلفت الأمة على أشياء كثيرة، بعضها حول الفروع، وبعضها الآخر حول الصول، وغيرها على السيرة..وكان تاريخ ميلاد رسولنا ألكرم من النوع الأخير.
الإختلاف على السيرة له ابعاد ميدانية وإنعكاسات إجتماعية خطيرة، ففي وقت كان يحتفل فيه السُنة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، بمولد الرسول صلواته تعالى عليه وعلى آله، كان الشيعة يتأخرون عنهم بضعة أيام ليحتفلوا، وكانت هذه الأيام الخمسة مصدرا لصناعة إختلاف مجتمعي كبير، في أمة مختلفة على أشياء كثيرة!
الإختلاف صناعة، نتاجها التفرقة المذهبية في الأمة الإسلامية، والإقتتال أو النزاع المذهبي، وهو صنعة يجيدها كثير من الأشرار..
لكن الوحدة عقيدة لا يجيده إلا الأخيار المؤمنين بها، والفرق كبير جدا بين الصناعة والعقيدة، وندرك أهمية عقيدة الوحدة، في ظل حضور قوي للغة الإختلاف، السائدة في ساحتنا الإسلامية، وفي ظل الإنشطار الأميبي، والأنتشار الكثيف لعقيدة التكفير في مجتمعاتنا.
أدرك الإمام الخميني (قدس سره) لحظة دعوته إلى اعتبار الفترة الممتدة من 12 إلى 17 ربيع الأول أسبوعاً للوحدة الإسلامية، كان يبني مفهوما جديدا في الأمة، يعتمد على تحويل الإختلاف الى مصدر للوحدة الإسلامية..
لقد حوّل الإمام الخميني(قد سره)، وهو الحامل للواء عقيدة الوحدة، المستقاة أصلا من عقيدة التوحيد، الخلاف الحاصل بين السنّة والشيعة، حول تاريخ ولادة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أسبوع للوحدة، بحيث يبدأ هذا الأسبوع بتاريخ ولادة النبي بحسب اعتقاد السنة، وينتهي بالتاريخ الذي يحتفل فيه الشيعة بولادته.
لقد كان الإمام الخميني ماهرا بإنتاج ما يريد من ما يعتقد، وهكذا جعل الإمام من هذا الخلاف، مناسبة لإعادة إسقاط مفهوم الوحدة في وعينا الجماعي، وكانت مهارته نابعة من إدراكه بأن عدو الإسلام، لا ينظر إلى الفرد إنطلاقاً من هويته المذهبية، بل يستهدفه لأنه مسلم، ولذا يتعين ترويج مفهوم مؤداه: أن ما يفرق المذاهب الإسلامية؛ أقل بكثير مما يجمعها.
المشكلة التي أدرك ابعادها الإمام الراحل، هي أن الخلاف تحول الى إختلاف بسبب إرادة من خارج الأمة، أستغلت التطرف داخل الأمة، فغذته ونفخت فيه، وهيأت له السبل ليكبر ويتضخم، على يد التكفيريين المنتمين لأهل السنة، وبعض الجهلة الشتامين من الشيعة، مع العرض أن هؤلاء لا يقاسون عددا وتأثيرا بأولئك..!.. لكن عموما فإن المتطرفين في الأمة يشكلون أقلية، بيد أن الأجواء مهيأة لهم من قبل الإستخبارات العالمية لإثارة الفتنة!
إن التدين ليس في إطلاق اللحى، بل هو سلوك يقوم أساساً على مبدأ الوحدة، والسعي لتقليص الهوة، التي تفصل بين نظرية الوحدة الإسلامية، والواقع المعاش حالياً.
كلام قبل السلام: هذا هو الهدف الذي سعى اليه الإمام الخميني، والذي يجب أن نتمسك به بأسنانا، لأنه لا مناص لنا إلا بالوحدة، إذا أردنا أن يبقى الإسلام حيا!
سلام....
https://telegram.me/buratha