مهدي المولى ||
منذ استشهاد الأمام علي ومنذ احتلال الفئة الباغية للعراق بدا أعداء الحياة والإنسان بحرب إبادة شاملة ضد الشيعة قادتها الفئة الباغية بقيادة ال سفيان ولا تزال هذه الحرب مستمرة حتى عصرنا واعتقد ستستمر طالما هناك مهلكة اسمها مهلكة ال سعود وكلابها الوهابية والصدامية وكل من لا يملك شرف وكرامة وكل عبد حقير مستعد ان يؤجر شرفه ونفسه او يبيعها لآل سعود فهذه المهلكة الوهابية هي الوريثة الشرعية للفئة الباغية والامتداد الطبيعي لها.
لأن التشيع حركة أصلاحية تجديدية ودعوة للعقل وحريته والحب والعدل لهذا كل الحركات الفكرية والسياسية والفقهية والإنسانية والحضارية والتي دعت الى حرية العقل والانطلاق منه كانت شيعية حيث بدأت بصرخة الإمام الحسين كونوا أحرارا في دنياكم وانتفاضة التوابين وثورة المختار الثقفي الذي دعا الى المساواة وإقامة العدل بين بني البشر ومئات الحركات الإنسانية الحضارية مثل حركة المعتزلة القرامطة وثورة الزنج وأخوان الصفا التي غمرها ظلام الفئة الباغية برمال الصحراء بقيادة ال سفيان و الوهابية الوحشية بقيادة ال سعود وكل المفكرين ودعاة الإصلاح والتجديد خلقتهم الحركة الشيعية وهيأت لهم ظروف العمل.
فالصحراء لم تنتج سوى منظمات وحشية سوى دعوات الظلام والقتل الفئة الباغية في صدر الإسلام والوهابية الوحشية في عصرنا هذا.
كان المنافق الفاسد معاوية ابن أبي سفيان يحقد على العراقيين ويعيب عليهم (إن ابن أبي طالب علمهم الجرأة على السلطان) وعلمهم الحرية لا تكن عبدا لغيرك وهذه في نظر معاوية ودينه كفر وخروج على الشريعة طبعا شريعة معاوية لهذا أوصى أتباعه وعبيده وهو على فراش الهلاك (لا يستقر أمر العراق لكم إلا إذا ذبحتم 9 من كل 10 من العراقيين وما تبقى اجعلوهم عبيد وجواري لكم) وهذه الوصية التزم بها الحكام الذين أتوا من بعده وتوارثها بني العباس ثم توارثها بني عثمان ويسعى الى تطبيقها بني سعود وحاول تنفيذها الطاغية المقبور صدام حيث رفع شعار لا شيعة بعد اليوم بتحريض وتمويل ودعم من قبل مهلكة آل سعود لكن شعبنا قبره قبل ان ينفذ خطته.
فالخوف من شيعة العراق لان شيعة العراق لا يخضعون لحاكم ظالم فاجر ولا يتملقون له فيرون في الجهاد لا غزو الشعوب وفرض دينهم بالقوة لهذا حرموا المشاركة في ما أطلقوا عليها الغزوات والفتوحات وكفروا كل من شارك فيها بل اعتبروا الجهاد هو كلمة حق بوجه حاكم خليفة سلطان جائر ظالم وأفضل الشهداء هو الذي يذبح على يد الطاغية لقوله كلمة الحق فالعدل هو من أهم أصول الإسلام لهذا نرى الإمام علي يقول لا قيمة لخلافتكم إمامتكم إذا لم أقم عدلا وأزيل ظلما وقال الإمام الحسين مخاطبا الفئة الباغية في يوم ألطف الخالد والله لم أر الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.
فالتشيع يؤمن بالعقل وحرية العقل الحر فكل أهل العلم ورواد الحضارة ودعاة الإصلاح والتجديد وكل الحركات الإصلاحية والتجديدية كانوا من الشيعة حتى الفقهاء أبو حنيفة والشافعي وغيرهم كانوا من الشيعة لكن هناك بعض الشخصيات التي حرفوا تعاليمهم وجعلوها في خدمة السلطان وتحقيق رغباته السيئة لهذا أكلت سياط البغي أبو حنيفة لأنه لم يهادن سلطان ظالم ويتملق له في حين تلميذه الحقير أبو يوسف القضائي أكل بملاعق من ذهب لخسته وحقارته ومهادنته للظلمة الفجرة.
فكان المنافق الفاسد معاوية لا يخاف إلا من شيعة العراق فعندما فكر في تولية ابنه الفاجر الماجن يزيد كان متردد خوفا من غضب أهل العراق فكان لا يهتم بأهل الشام او الجزيرة او مصر او المغرب بل كان كل اهتمامه منصب على العراق والعراقيين لهذا عين على البصرة زياد ابن أبيه وعلى الكوفة المغيرة من شعبه وأطلق أيديهما في ذبح الشيعة في تهجير الشيعة في وقف ردة فعلهم على تعين ابنه يزيد خليفة على المسلمين.
فليس عجبا عندما ترى الوهابية كلاب آل سعود القاعدة داعش النصرة بوكو حرام وأكثر من 250 منظمة إرهابية وهابية كلها هدفها واحد هو القضاء على محبي الرسول وأهل بيته في أي مكان في الفلبين في أفغانستان في الباكستان في مصر في المغرب في نيجريا في دول أوربا في أمريكا.
لا شك ان هذا العداء الوحشي البدوي للشيعة والتشيع اثبت بما لا يقبل أدنى شك ان الشيعة من محبي الحياة والإنسان وأن أعدائهم سواء كانوا الفئة الباغية والوهابية او غيرهم من أعداء الحياة والإنسان وهذا هو السبب الذي دفعت الصحوة الإسلامية الحركة الشيعية الناهضة الى قيادة الحياة رغم أعداء الحياة.
https://telegram.me/buratha