.د علي الطويل ||
إن الهدف الرئيس للأمم المتحدة في العراق ، كما أكدته قرارات مجلس الأمن الدولي المتعاقبة منذ عام 2003 ، هو توجيه العراق نحو مستقبل مستقر ومزدهر وديمقراطي، ويتمتع بالاستقرار والسلام والامن الاجتماعي والسياسي ، كما أن تقرير الأمم المتحدة في تقييم عمل بعثات الأمم المتحدة في العراق ، الذي صدر في تشرين الثاني عام 2018 ، حدد لبعثة الأمم المتحدة في العراق 6 أولويات
إذ يوصي التقييم المستقل للامم المتحدة بوضع مجموعة من الأولويات استراتيجية لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق منها : (أ). منع نشوب الصراعات،( ب). المصالحة الوطنية، (ج) تعزيز حقوق الإنسان، (د) حماية الأقليات، (ه) الحوكمة الرشيدة، (و) دعم السيادة العراقية وإعادة الدمج الإقليمي. و تتعارض هذه الاستراتيجيات مع الطلب الرسمي لوزارة الخارجية العراقية لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق ، التي تحدد مجالات دعمها بما يأتي: “إعادة إعمار المناطق المحررة، وضمان عودة النازحين، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون، وتخطيط البرامج وتنفيذها، وبناء القدرات، والمصالحة الوطنية ،ومع هذا التعارض فقد تم طلب التجديد لبعثة الأمم المتحدة في العراق .
ولكن ماذا فعلت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ مهماتها سواء تلك الموصى بها او تلك التي يطلبها العراق ؟.من خلال استعراض مواقف الأمم المتحدة وممثلتها في العراق نجد انها عملت بالضد من مصلحة العراق تماما ،وتعارض عمل ممثلة الأمم المتحدة في العراق مع اولوياتها الاستراتيجية في مسائل مختلفة منها
أ.في مجال منع نشوء النازعات، فانها عملت بشكل فعال في دعم التخريب الذي قام به التشرينيون ،من قطع الطرق والاعتداء على الآمنين ومنع الدوام وتعطيل المصالح .
ب. في مجال حقوق الإنسان فانها اي ممثلة الأمم المتحدة في العراق بلاسخارت ، تدخلت بشكل سافر في قضية الانتخابات وكادت ان تتلاعب بمواعيد إقامتها ،إضافة إلى تدخلها في تفاصيل العملية الانتخابية واخرها اليوم حيث عارضت عملية العد والفرز اليدوي برغم مصادرة رأي الناخبين ، والظلم الذي يشعر به الكثير من المرشحين جراء الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها مفوظية الانتخابات .
ج. في قضية تعزيز سيادة العراق ،فإن بلاسخارت صمتت ولم تبد موقف يذكر تجاه الاعتداءات الأمريكية والاسرائيلية ضد الاراضي العراقية ، وقتل أبناء الشعب العراقي في وضح النهار
د. انحياز ممثلة الأمم المتحدة في العراق في مواقفها ، وانتقائيتها في مواقف التأييد والادانة ، ففي حكومة عادل عبد المهدي اقامت الدنيا ولم تقعدها بحجة الاعتداء على المتظاهرين ، بينما صمتت عندما تكررت الأحداث في زمن حكومة الكاظمي .
ان العملية الانتخابية ومخرجاتها التي ظهرت مؤخرا ، تؤكد بما لايقبل الشك ان بعثة الأمم المتحدة في العراق لم تعمل بواجباتها المناطة بها ،والمهمات المكلفة بها وتنصلت عن دورها الحقيقي ولعبت أدوار أخرى ،وأن هناك شواهد كثيرة تدل على انحيازها وعدم مهنيتها ، ودلائل كثيرة على تماهيها مع الخطط الأمريكية والبريطانية المشبوهة في العراق ، اذا لم تكن منخرطة فعلا في تنفيذها ،وياتي ذلك بلحاظ خلفيتها السياسية ، حيث كانت وزير دفاع في دولة من دول الناتو ، لذلك على الكتل السياسية وهي تطالب بانصافها نتيجة الظلم الذي وقع بمصادرة المفوضية لاصوات الناخبين ، باعادة عملية العد والفرز اليدوي ،عليها بموازاة ذلك أن تطالب بابعاد بلاسخارت من العمل في العراق نتيجة انحيازها وعدم مهنيتها ،وخروجها عن قواعد العمل الاممية إلى تنفيذ اجندات سياسية لمصالح دول اجنبية على أرض العراق.